كشفت مصادر في وزارة الصحة العراقية، عن تطوع عدد كبير من الأطباء الإيرانيين لعلاج جرحى مليشيا "الحشد الشعبي"، فضلاً عن رعاية عائلات قتلاهم، وهو تطوع لا يتم بشكل فردي، وإنما في إطار سياسة إيرانية رسمية، تترافق مع الانخراط العسكري الإيراني المباشر في العراق.
اقرأ أيضاً: العبادي يشرك مليشيا الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل
وقال المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة، أحمد الرديني، لـ"العربي الجديد"، إن "السفارة الإيرانية خاطبت الوزارة، وأكدت استعدادها لتقديم الدعم الكامل للملاكات الطبية العراقية في معالجة قتلى وجرحى (الحشد) من خلال إرسال كادر طبي كبير متخصص مجهز بأحدث الأجهزة الطبية". مشيراً الى أن الدفعة الأولى المكوّنة من تسعة عشر طبيباً تصل إلى العاصمة بغداد قريباً، ثم توزّعهم على المحافظات الجنوبية.
وأضاف الرديني، أن السفارة الإيرانية وعدت بمعالجة جرحى "الحشد" في جميع مستشفيات طهران، وتسهيل إجراءات دخولهم الى إيران. موضحاً أن "وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود، أشادت بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم حكومة وشعب العراق في حربه ضد الإرهاب".
وترسل إيران بموافقة الحكومة العراقية عدداً من المستشارين وبعض القادة الميدانيين وفي مقدّمتهم قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال، قاسم سليماني، إلى العراق للمشاركة في القتال إلى جانب القوات الحكومية، فضلاً عن تقديم أسلحة هجومية لإسناد ودعم مليشيا "الحشد الشعبي" والقوات العراقية لتحرير المدن التي احتلها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقد استطاعت هذه القوات طرد "داعش" من مناطق محافظة ديالى ومدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين لفرض سيطرتها بشكل غير مباشر على تلك المدن التي حررت وتغيير الطبيعة السكانية لها.
وفي سياق متصل، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، ستار الجابري، إلى ما قامت به طهران من إعادة تشكيل قوات الأمن العراقي ستؤثر بطريقة مباشرة في مستقبل العراق وطبيعة الحرب ضد "داعش"، التي تشمل كلاً من سورية ولبنان، كما سيعزز دور المليشيات الموالية لطهران في مؤسسات العراق الأمنية.
وأوضح الجابري في حديث لـ "العربي الجديد"، أن عدم تحرك الولايات المتحدة الأميركية بالسرعة الكافية لمساعدة العراق للقضاء على "داعش"، ساهم بشكل كبير في تعزيز دور إيران في العراق ومؤسساته الأمنية، من أجل الحفاظ على تأثيرها داخل العراق، موضحاً أن "اعتماد القوات الأمنية العراقية على المساعدات والمستشارين الإيرانيين قد يحدّ من نفوذ السياسة الأميركية في العراق".
وأضاف الجابري أن الإيرانيين عرضوا في الأيام الأولى إرسال قوات برية، غير أن الحكومة العراقية اكتفت بتقديم طهران أسلحة متوسطة وقذائف "الهاون" وصواريخ فضلاً عن المعلومات الاستخباراتية الأمنية.
من جهته، قال عضو برلمان إقليم كردستان عن حزب "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" مثنى أمين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أول من حضر لمساعدة العراق وإنقاذه من خطر "داعش" كان الحرس الثوري الإيراني"، موضحاً أن "الإيرانيين أرسلوا مدربين ومرشدين ومخططين للحشد الشعبي، ونجحوا في حشد المليشيات الشيعية التي يتحمس لها قادة العراق وفي مقدّمتهم نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، لدمجها في القوى الأمنية العراقية".
وأشار أمين الى أن أهم ما قام به سليماني هو إعادة تجميع صفوف القوى الأمنية وإحياء المليشيات الشيعية التي دربها الإيرانيون سواء على أرضهم أو على أرض العراق، بحيث باتت أقوى سلطة عسكرية في الحكومة المركزية".