قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إن المفاوضات النووية بين بلاده والغرب انتهت بالتوصل إلى اتفاق يسمح باستمرار النشاط النووي الإيراني، وعلى هذا الأساس فإن قسما من منشأة فردو للتخصيب سيتحول إلى مؤسسة تحقيقات علمية ونووية بمساعدة الغرب، حسب قوله.
ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن روحاني قوله إن التعاون النووي سيستمر مع دول 5+1، حيث إن مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل والذي كان ملفا خلافيا على طاولة الحوار النووي في السابق، سيتم تحديثه مستقبلاً بالتعاون مع دولتين من دول 5+1، قائلا إن الهدف من تطوير هذا المفاعل هو إنتاج المزيد من النظائر المشعة.
كما أوضح روحاني أنه خلال اليوم الأول من تطبيق الاتفاق النووي عمليا، ستحقن إيران غاز "يو إف 6" في أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي آر 8" وستكون المحطة الأولى لاستئناف تطوير نشاط البلاد النووي.
في السياق ذاته، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، الذي يشارك في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا إنه اجتمع ورئيس "روس أتم" سيرغي كرينكو، وناقش وإياه سبل تطوير التعاون النووي الإيراني الروسي، معربا عن جهوزية روسيا لتطوير بعض أجهزة الطرد التي تمتلكها إيران لتنتج النظائر المشعة التي تستخدم لأغراض طبية.
ونقلت وكالة "فارس" عن صالحي قوله إن العلاقات الإيرانية الروسية استراتيجية، حيث ستستمر موسكو بالتعاون مع طهران لتطوير برنامج البلاد النووي، مضيفا أنه تم الاتفاق مع روسيا أيضا على بيعها اليورانيوم المخصب مقابل الحصول على اليورانيوم الخام، كما ستستمر روسيا بإنجاز عقود التعاون المتعلقة ببناء مفاعلين نوويين جديدين في إيران وسيكونان عبارة عن وحدتين ستضافان إلى جانب مفاعل بوشهر النووي الواقع جنوبي البلاد.
كما نقلت المواقع الرسمية الإيرانية أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، سيزور طهران خلال الأيام القليلة القادمة، لاستئناف الحوار حول بعض القضايا العالقة بين إيران والوكالة، ومنها ما يتعلق بشكوك حول وجود أبعاد عسكرية لبرنامج طهران النووي، وإجراء تجارب شككت الوكالة بأنها تحاكي تفجيرات نووية في موقع بارتشين الذي تقول إيران إنه موقع عسكري وغير نووي.
وعن هذا الأمر، نقلت وكالة "إرنا" عن المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قوله إن طهران ستجيب عن بعض التساؤلات المتبقية خلال زيارة أمانو القادمة، قائلا إن طهران والوكالة تسيران قدما، ويطبقان خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها مؤخرا لحلحلة ما تبقى من قضايا عالقة بينهما.
وعن التفاهم حول بارتشين قال كمالوندي إن ما يتعلق بهذا الموقع ملف سري، لا يمكن الكشف عن تفاصيله، وكانت وكالة "ريانوفوستي" الروسية قد نقلت عن دبلوماسي غربي مطلع قوله بأن أمانو سيزور موقع بارتشين خلال زيارته القادمة لإيران.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مساعد وزير الخارجية والمفاوض النووي عباس عراقجي قوله إنه بحال رفض الكونغرس الأميركي تطبيق الاتفاق النووي عمليا، فإن إيران ستستأنف نشاطها النووي المعلق بهذه الحالة.
وأضاف أن الاتفاق الذي أقره مجلس الأمن الدولي يلزم كل الأطراف بالالتزام بتعهداتها، ما يعني أن نقض أي طرف تعهداته يسمح لإيران بالرد على هذا الأمر، مشيرا إلى ضرورة تحمل كل الأطراف مسؤولياتها والمحددة بموجب الاتفاق ذاته.
اقرأ أيضا: خامنئي يحذر من التهديدات ويدعو الحرس الجمهوري إلى الجهوزية