أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، تلقي بلاده "رسائل شفهية" من السعودية أخيرا، داعيا إياها إلى ترجمة رسائلها إلى أفعال، من دون أن يكشف عن فحواها.
وقال ربيعي، في معرض رده على سؤال عما إذا كانت إيران قد تلقت أخيرا رسالة شفهية من السعودية عبر طرف ثالث: "نعم هذا الخبر صحيح وهم، عبر رئيس إحدى الدول، نقلوا رسائل شفهية إلى روحاني"، مضيفا أن "المشكلة حتى الآن هي من السعودية نفسها".
ودعا المسؤول الإيراني السعودية إلى ترجمة رسائلها الشفهية، التي لم يكشف عن محتواها، إلى أفعال من خلال القول: "ينبغي أن نشاهد على الأرض علاماتها بالكامل"، معتبرا أن "العلامة الأولى هي إنهاء الحرب على اليمن وإنهاء قتل اليمنيين".
وفي السياق، أوضح أن "الهجوم البري لليمنيين على السعودية أظهر أنهم يمتلكون القدرة العسكرية لضرب أرامكو"، في إشارة إلى الهجمات الأخيرة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على منشآت نفطية سعودية في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وأضاف: "نحن كنا، منذ البداية، ندعو إلى إنهاء الحرب والعدوان السعودي على اليمن واليوم ندعو إلى وقف إطلاق النار واستتباب السلام في اليمن"، على حد قوله.
وأكد ربيعي أن بلاده "ترحب بتغيير السعودية سلوكها بشكل حقيقي"، معتبرا أن المبادرة التي أطلقتها طهران أخيرا بعنوان "السلام في مضيق هرمز"، تهدف إلى العمل مع الجيران، مشيرا إلى أنها "لن تستثني أي دولة".
وفيما لم يكشف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، عن اسم الدولة التي نقلت رسائل شفهية من الجانب السعودي إلى طهران، يرجح أن الوسيط هو رئيس وزراء باكستان عمران خان، الذي كشف الأسبوع الماضي، من نيويورك أنه حمل إلى الرئيس الإيراني رسائل من جانب السعودية.
وقال خان إنه وخلال رحلته إلى نيويورك، توقف في المملكة العربية السعودية، وتحدث مع ولي عهدها محمد بن سلمان، كاشفا أنه طلب منه التحدث مع الرئيس الإيراني.
وأكد ذلك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس السبت، في ختام زيارته لنيويورك، من خلال القول إن "من جاء برسائل، كانت جهودهم ترمي إلى الحيلولة دون تصعيد التوتر في المنطقة"، معتبرا هذه الجهود بـ"الحميدة جدا".
إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن "الطريق لخفض التوتر في الظروف الراهنة واضح جدا، وهو إنهاء الحرب على اليمن"، مشيرا إلى قناعة بلاده بأن "السعودية إذا ما قبلت هذا الواقع في أقرب وقت، تكون قد أنهت الوضع الخطير للغاية في المنطقة".
لكن خان ليس الوسيط الوحيد اليوم بين طهران والرياض، حيث تشير التطورات الراهنة في المنطقة إلى أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أيضا يقوم بوساطة بين الرياض وطهران، فبعد زيارة مفاجئة قام بها الأسبوع الماضي للرياض، توقعت مصادر عراقية وإيرانية أن يجري زيارة مماثلة إلى طهران قريباً.
وتعليقا على ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي اليوم، ترحيب بلاده بالزيارة، قائلا إنها "ليست مؤكدة بعد"، معتبرا أن "هناك إمكانية دائمة لحل الخلافات مع الرياض عبر الحوار".
وقال إن "دولا كثيرة في المنطقة وأوروبا وآسيا بذلت جهودا في هذا المسار"، معلنا ترحيب إيران بهذه الجهود، لكنه اتهم الجانب السعودي بأنه "غير مستعد" لحل الخلافات "بناء على أوهام وحسابات".