وافق مجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان)، اليوم الإثنين، على مشروع قانون يسمح للحكومة بحذف أربعة أصفار من الريال، وذلك عقب تراجع حاد في قيمة العملة بسبب العقوبات الأميركية.
وبموجب المشروع، ستتغير عملة إيران من الريال إلى التومان، والذي يساوي عشرة آلاف ريال، وفق وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا".
وتقرر أن يقوم البنك المركزي خلال ثلاثة أشهر بإعداد اللائحة التنفيذية لهذا القانون، وعرضها على مجلس الوزراء للمصادقة عليها والبدء في تنفيذها.
فكرة حذف أربعة أصفار متداولة منذ 2008، لكنها ازدادت إلحاحا بعد 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 وأعاد فرض عقوبات، إذ فقد الريال أكثر من 60% من قيمته.
وبحسب مواقع لأسعار الصرف الأجنبي، سجلت العملة الإيرانية حوالي 156 ألف ريال للدولار في السوق غير الرسمية اليوم. وأوقدت العملة الضعيفة والتضخم المرتفع شرارة احتجاجات متقطعة منذ أواخر 2017.
وكان البنك المركزي قد اقترح العام الماضي شطب الأصفار الأربعة من الريال واستبداله بالتومان، وهو ما وافقت عليه الحكومة نهاية يوليو/تموز 2019 وأحالته إلى البرلمان لمناقشته.
ولا يستخدم الإيرانيون عملة الريال في معاملاتهم اليومية منذ عقود مديدة، فالتومان هو عملتهم العُرفية المستخدمة منذ أن حوّل مؤسس الدولة البهلوية "رضا شاه" العملة من التومان إلى الريال عام 1929. وهم يفضلون التومان على الريال لكثرة أصفار هذا الأخير، فيشطبون صفراً واحداً تلقائياً لتتحوّل العملة إلى التومان، لتصبح الـ100 ريال 10 تومانات، مثلاً.
وكان البنك المركزي قد أرجع استبدال الريال بالتومان رسميا إلى أسباب عدة، منها عدم استخدام الريال في المعاملات اليومية، والتضخم الفاحش وتراجع القدرة الشرائية، وتزايد كميات النقد المتداول والمشكلات المحاسبية الناتجة عنها.
بينما يرى محللون أن حذف الأصفار من العملة بمثابة خطوة شكلية لا أثر لها عملياً في تحسين القدرة الشرائية، التي تتضرر بفعل العقوبات الأميركية وتداعيات فيروس كورونا التي فاقمت من الصعوبات الاقتصادية.