عرض التلفزيون المحلي الإيراني مساء الأحد شريطاً مصوراً لمنظومة صواريخ (اس 300) التي دخلت إلى إيران قادمة من روسيا قبل مدة، وأفاد بأنه تم نصبها في محيط منشأة فردو النووية القريبة من مدينة قم، جنوبي العاصمة طهران، وهي المنشأة التي كانت مخصصة لتخصيب اليورانيوم.
ونقل هذا التقرير المتلفز أنه تم إجراء الاختبارات اللازمة على هذه الصواريخ الدفاعية، كما أشار إلى أن وضعها في ذلك المكان يأتي بهدف "رفع مستوى التعزيزات الدفاعية حول منشآت البلاد النووية، وحمايتها من أي استهداف جوي".
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن هذا الأمر جاء بمناسبة ذكرى تأسيس قاعدة (خاتم الأنبياء) للدفاعات الجوية، وكانت طهران قد عرضت للمرة الأولى أجزاءً من تجهيزات هذه المنظومة خلال عرض عسكري أقيم بمناسبة يوم الجيش في 17 إبريل/نيسان الماضي.
وكان المرشد الأعلى، علي خامنئي، قد التقى، في وقت سابق اليوم، بعدد من القادة العسكريين من قاعدة "خاتم الأنبياء" نفسها، وأكد في تصريحاته أن منظومة صواريخ (اس 300) دفاعية وليست هجومية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية بذلت قصارى جهدها لمنع طهران من امتلاكها.
وأضاف خامنئي أنه "على أعداء إيران ألا يسمحوا لأنفسهم بالتفكير في التعدي عليها، وإذا ما حصل ذلك فلن تتوانى طهران عن الرد بإحكام". كما دعا المرشد القوات المسلحة، وخاصة قوات الدفاع الجوي، لـ"رفع قدراتها وتحقيق الجهوزية في وقت يعمل فيه الآخرون على إضعاف تجهيزات إيران الدفاعية".
وقد كان الطرفان الروسي والإيراني قد وقعا صفقة بقيمة 800 مليون دولار في عام 2007، لتسليم طهران منظومة الصواريخ هذه، وهي صواريخ أرض-جو، قبل أن يتمّ تعليق الصفقة بعد ثلاثة أعوام من هذا التاريخ إثر العقوبات التي فرضت على إيران بسبب برنامجها النووي.
لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعاد تفعيل الصفقة في إبريل/نيسان العام الماضي، أي قبل التوصل للاتفاق النووي المعلن عنه في يوليو/تموز العام الفائت أيضاً، وبدأ تسليم الصواريخ مطلع العام الجاري، بعد أن رفع الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، تقريراً للجنة الحكام، والمتعلق باحتمال وجود أبعاد عسكرية لبرنامج إيران النووي، وصفته طهران، في حينها، بـ"الإيجابي".
وأعلن وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، عن تسليم الدفعة الأولى من منظومة الصواريخ هذه لقاعدة خاتم الأنبياء في مايو/أيار الماضي، فيما ستسلم روسيا ما تبقى منها لإيران على أربع دفعات.
وبالنسبة لمنشأة فردو، والتي نصبت هذه الصواريخ حولها، فقد شملتها بنود الاتفاق النووي مع اللجنة السداسية الدولية؛ فتم الاتفاق على أن يتم تحويل هذه المنشأة، والتي كانت تستخدم لتخصيب اليورانيوم، إلى مركز لأغراض التحقيق والبحث العلمي والنووي، وسمح للبلاد بالاحتفاظ بعدد قليل من أجهزة الطرد المركزي فيها، لا تتجاوز 1044 جهازاً، فيما سمح لإيران بالاحتفاظ بخمسة آلاف جهاز آخر في منشأة نتانز، والتي ستستمر بالتخصيب بنسبة لا تتجاوز 3.67%.