بعد أن أعلنت إيران أنها فتحت معبرها الحدودي البري مع السليمانية في كردستان العراق، والمعروف باسم باشماق، دون أن توضح مصير ما تبقى من منافذ، ذكر رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم تقليص العراقيل الحدودية البرية بين إيران والإقليم، حسب وصفه. فيما أعلن أن سويسرا وافقت على رعاية المصالح الدبلوماسية بين إيران والسعودية، وأنه سيتم افتتاح ممثلية لكليهما في طهران وجدة.
وفي كلمة له خلال مؤتمر عسكري، أضاف باقري أن هذه العراقيل مع الإقليم ستتم إزاحتها، معتبرًا أن العراق تعرض لمؤامرة تهدف لتقسيمه، متهمًا رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، باتخاذ خطوات كان من شأنها تغيير شكل المنطقة برمتها، وهو ما لم يحدث، كما ذكر.
وقال باقري أيضًا إن الفترة القادمة ستشهد نهاية عمر التنظيمات الإرهابية، معتبرًا أن دور إيران "كبير" في المنطقة، ولا يمكن تجاهله في أي من ملفاتها، وأضاف أنه يجب الحذر من المؤامرات التي تستهدف جنوب غرب آسيا، والتي بحال نجاحها ستصب لصالح أميركا وإسرائيل.
في السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن الموقف الإيراني كان وما زال واضحًا من انفصال إقليم كردستان العراق. ورغم أنه وصفه بالشأن الداخلي العراقي، قال إن التعاون الإيراني كان مع حكومة بغداد في هذا الصدد.
وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم الاثنين، أضاف قاسمي أن "إيران حاولت تحذير المسؤولين في الإقليم من تبعات إجراء الاستفتاء، لكنهم أبدوا عدم معرفتهم بظروف المنطقة، كما كانت طهران وما زالت تعتمد على علاقاتها الجيدة بالمواطنين الأكراد هناك".
وفي سياق إقليمي آخر، يرتبط بالعلاقات بين إيران والسعودية، أكد قاسمي أن سويسرا وافقت على رعاية المصالح الدبلوماسية بين البلدين، وسيتم بناء على ذلك افتتاح ممثلية لكليهما في طهران وجدة في المستقبل، دون أن يحدد موعدًا دقيقًا لذلك، موضحًا أن الوفد الدبلوماسي السعودي، الذي كان من المفترض أن يحضر لطهران لتفقد مبانيهم الدبلوماسية، حصل على التأشيرات المطلوبة، لكنه لم يأت للآن.
وفي سؤال يتعلق بالوساطة العراقية بين طهران والرياض، ذكر قاسمي أن زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لإيران مؤخرًا بحثت ملف العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، مستبعدًا حصول وساطة في هذا الشأن.
وانتقد كذلك تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، المعادية لإيران كما وصفها، وأدان التصرفات السعودية في اليمن، فذكر أنه "من الأجدر أن يتنبه المسؤولون السعوديون لهذه السياسات بدلًا من التعليق على حقوق الإنسان والأقليات في إيران"، وأضاف أن "الرياض ترتكب أفعالًا في المنطقة وتحمّل مسؤوليتها للآخرين لاحقًا، وعليها إدراك الوقائع والتعاطي معها بعيدًا عن الخيال".
ورأى قاسمي أيضًا أن الأزمة الخليجية شأن يخص دول مجلس التعاون، لكنه وصفها بـ"الكارثة" التي تواجه أعضاءه، موضحًا كذلك أن حصار قطر يضع مجلس التعاون الخليجي أمام مخاطر تهدد استمراريته، على حد وصفه.