وقال عضو البرلمان العراقي والمتحدث باسم الاتحاد النائب ظافر العاني، إن جوهر المشكلة العربية مع إيران لا ينحصر في الملف النووي وحده، بل في التدخل الأمني في شؤون الدول المجاورة ومن بينها العراق، ومحاولات تسميم الأجواء الداخلية لبعض الدول من خلال السياسات والأفكار العقائدية التي تحمل بعدا فئويا تنتج مزيدا من المشاكل الطائفية.
وحذر العاني في بيان له، صباح اليوم الثلاثاء، وتلقى مكتب "العربي الجديد" في بغداد نسخة منه، "من استمرار نهج التدخل الإيراني في العراق"، داعيا إلى استغلال "زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق، لإبلاغه بأن العراقيين ينتظرون تغييرا إيجابيا ملموسا في توجهات السياسة الإيرانية تجاه العراق ودول المنطقة"، وفقا للبيان.
اقرأ أيضا: ظريف يبحث مع السيستاني في النجف سبل "مواجهة الإرهاب"
وأبدى القيادي في اتحاد القوى استغرابه من اتباع طهران سياسة تصالحية مع واشنطن في وقت تترك فيه ملف الأزمات مع جيرانها مفتوحا، معبرا عن أمله بأن يرى نهاية قريبة لسياسات التدخل.
وزار وزير الخارجية الإيراني العراق، أمس الإثنين، والتقى عددا من المسؤولين في الحكومة العراقية ورجال دين في النجف وكربلاء، ودعا خلال زيارته جميع دول المنطقة إلى فتح صفحة جديدة وتغليب لغة الحوار على لغة الحروب، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب العراقيين في حربهم على الإرهاب بسبب وجود قواسم مشتركة قائمة على أساس التاريخ والدين والجغرافية، وأشار إلى ضرورة دعم جميع دول المنطقة لجهود مكافحة التطرف والإرهاب.
من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أن العراق يأمل بكل ثقة وشجاعة بتحقيق النصر على تنظيم "داعش"، مبينا خلال مؤتمر صحفي أن هذا النصر لن يتحقق دون دعم الأسرة الدولية في محاربة هذا التنظيم المتطرف وبضمنها إيران، وكشف الجعفري عن سعي بلاده إلى ترتيب الأجواء بين العراق وإيران من جهة، وبين المنطقة وإيران من جهة أخرى، لافتا إلى أن بغداد أصبحت تمثل الجسر الذي يربط المنطقة بطهران.
اقرأ أيضا: الإعلام الحكومي "يُحرّر" العراق يوميًا ويقتل آلاف "الدواعش"
وفي سياق متصل، وجد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان البياتي أن توقيت زيارة وزير الخارجية الإيراني يحمل أكثر من رسالة، مبينا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن الرسالة الأولى التي أرادت إيران إيصالها إلى العراق ودول المنطقة هي الطموح في الهيمنة والسيطرة على مقدرات بعض دول الجوار كـ (العراق وسورية ولبنان) السياسية والعسكرية بعد خروجها بصورة المنتصر من الاتفاق النووي كما روج لذلك الإعلام الإيراني.
والرسالة الثانية هي أن أية مصالحة عراقية مع الدول العربية عموما والخليجية خصوصا لن تتم دون موافقة الجانب الإيراني، وهذا الأمر تبين واضحا من خلال حديث الجعفري الذي أكد أن بغداد هي الجسر بين طهران والمنطقة.
وأوضح البياتي أن المشهد السياسي والأمني سيبدو أكثر تعقيدا في المنطقة بعد زيارة الوزير الإيراني إلى العراق التي أعقبت هجوما شديد اللهجة لنائب الرئيس العراقي نوري المالكي على السعودية، ورفض جهات سياسية وحكومية الضربات العسكرية التي وجهتها الحكومة التركية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق، ما يشير إلى دور واضح لإيران في رسم السياسات الداخلية والخارجية في العراق، مشيرا إلى خطورة الوضع العراقي ومستقبل هويته العربية بعد أن تجاوز التدخل الإيراني في شؤونه كل الحدود، وأصبح الحديث عنه يجري على مستوى وزراء الخارجية.