سليماني يجري 10 اتصالات بقيادات عراقية: امتعاض من أصحاب "الحياد"

17 مايو 2019
التحرّك الأول لسليماني سياسياً بالعراق (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤول في بغداد، اليوم الجمعة، إنّ اتصالات قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، مع شخصيات وقادة مليشيات عراقية، أبدت امتعاض طهران من مواقف بعض القوى والشخصيات، والتي وصفها بـ"المتخاذلة"، إزاء التهديدات الأميركية ضد إيران.

وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ سليماني أجرى ما لا يقل عن عشرة اتصالات هاتفية، مع زعامات عراقية وسياسية ومليشياوية، خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم قيادات في "الحشد الشعبي"، وتحالف "البناء" الذي يضم حزب "الدعوة" بزعامة نوري المالكي، ومنظمة "بدر" بزعامة هادي العامري.

وكشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير حصري، اليوم الجمعة، أنّ سليماني طلب من مليشيات في العراق، خلال اجتماع قبل ثلاثة أسابيع، "الاستعداد لحرب بالوكالة"، وسط التوتر مع الولايات المتحدة.

ووفقاً للمسؤول العراقي، فإنّ اتصالات سليماني مع الشخصيات العراقية في بغداد، جاءت تحت غطاء المباركة بحلول شهر رمضان، غير أنّه تم التطرق فيها للوضع الحالي، وأبدى فيها سليماني امتعاضه من مواقف قوى وشخصيات عراقية، وصفها بـ"المتخاذلة"، إزاء "تهديد الجمهورية الإسلامية"، على حدّ قوله.

وكشف المسؤول العراقي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ سليماني "اعتبر موقف الحياد، تأييداً لشنّ عدوان على إيران"، متوقعاً "تغيّر مواقف كثير من الأطراف العراقية خلال الأيام المقبلة، وتحوّلها من الصمت أو إعلان الحياد، إلى رفض التصعيد ومهاجمة واشنطن ودول خليجية".

وعلّق المسؤول ذاته على الحراك الأخير لسليماني، مشيراً إلى أنّه "التحرّك الأول سياسياً، لكن تواصله مع زعماء فصائل مسلحة عراقية مستمر ولم يتوقف، وهو ما يشكّل قلقاً للحكومة العراقية التي تجد وعود الفصائل القريبة من إيران، بالتزام الحياد، محاولة لإسكاتها فقط بالوقت الحالي".

وأكد المسؤول أنّ "الإيرانيين غير راضين أيضاً عن موقف المرجعية الدينية في النجف التي التزمت الحياد حيال التوترات الحالية".

إلى ذلك، قال نصر الشمري معاون الأمين العام لمليشيا "النجباء" التي صنّفتها الولايات المتحدة، مؤخراً، "جماعة إرهابية"، إنّ "على الحكومة العراقية ألا تنسى موقف الحكومة والشعب الإيراني، في الوقت الذي تخلّى فيه الجميع عن العراق، وأولهم أميركا، ولم يقف معنا إلا إيران حكومة وشعباً عندما اجتاح داعش أرض البلاد".

وتابع الشمري، في تصريحات لوسائل إعلام عراقية محلية، أنّ "المواجهة بيننا وبين أميركا لم تتوقف ولن تنتهي حتى زوالهم من المنطقة، هم وكيانهم الصهيوني الغاصب"، مضيفاً "هذا موقفنا ونحن لا نجامل على حساب عقيدتنا أبداً".

وفي المواقف، حذر عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" عبد الأمير العبادي، إنّ "العراق سيكون الخاسر الأول من المواجهة الأميركية الإيرانية، بسبب وجود مصالح وشركات أميركية على الأراضي العراقية".

وتابع، في مقابلة مع إذاعة محلية، أنّ "الإيرانيين من حقهم أن يستهدفوا المصالح الأميركية في جميع دول المنطقة، في حال تعرّضهم لاعتداء"، مضيفاً أنّ "القواعد الأميركية في العراق والمنطقة هي الآن في مرمى صواريخ إيران"، لافتاً إلى استمرار الحراك البرلماني الرامي إلى سنّ قانون لإخراج القوات الأميركية من العراق.


ويترقّب الوسط السياسي العراقي، خلال الساعات المقبلة، خطبة المرجعية الدينية في النجف التي يلقيها وكيل المرجع الديني الشيعي علي السيستاني الشيخ أحمد الصافي، وما إذا ستتطرق إلى التوتر الأميركي الإيراني، والموقف منها.

وقال الخبير بالشؤون العراقية علي العتبي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "عدم تطرق المرجعية للأزمة يعني فعلاً أنّها تريد عدم إقحام العراق في الأزمة الحالية".

وأوضح أنّ "العراقيين يستشعرون خطر المواجهة في حال حدوثها، أكثر من أي دولة أخرى، بسبب النفوذ الإيراني غير الخافي داخل العراق، لذا باتت هذه الأزمة تعنيهم أكثر من غيرهم في دول المنطقة".

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي قد تحدّث، أمس الخميس، عن وجود منصات صواريخ إيرانية في محافظة البصرة جنوبي العراق موجهة نحو دول خليجية، قائلاً إنّ اكتشافها كان السبب وراء زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأخيرة إلى العراق.