وبدأت صباح اليوم الخميس المباحثات المشتركة بين السودان والصين في الخرطوم عقب زيارة يقوم بها وزير الزراعة الصيني "هاي شان" إلى الخرطوم تستغرق ثلاثة أيام.
وأكد وزير الزراعة البروفسور إبراهيم الدخيري على عقد اتفاق لإنشاء "مشروع حديقة النسيج" يقضي بزراعة مساحة مليون فدان من القطن، ويرتبط المشروع بالتسويق والتصنيع للأقطان السودانية.
وتشمل المشروعات التي دفعت بها الخرطوم في مجال المدخلات الزراعية الأسمدة والآليات ونظم الري والطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، لإحداث التحول في القطاع الزراعي حتى يستجيب لمتطلبات السوق.
ويرى مراقبون أن مبادرة الرئيس الصيني للاستثمار في أفريقيا تتطلب التدريب وبناء القدرات والتعاون الأكاديمي والبحثي بين المؤسسات السودانية والاستثمارات المباشرة والمناطق الزراعية التي يجب أن تكون من أهم آلياتها اعتماد الزراعة التعاقدية.
وقال وزير الزراعة الصيني "هاي شان" إن بلاده حريصة على الاستثمار في السودان في كافة المجالات وإن 27 مؤسسة صينية تستثمر في السودان في المجال الزراعي.
ودعا وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، بدر الدين محمود، إلى فتح الأسواق الصينية للمنتجات السودانية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الجهاز المصرفي بالبلدين على تسهيل عمليات حركة رؤوس الأموال والاستثمارات وتسهيل حركة البضائع والخدمات.
وقال وزير الاستثمار الدكتور مدثر عبد الغني، إن حجم الاستثمارات الصينية بلغ مليار دولار وحجم التبادل التجاري بين البلدين 1.4 مليار دولار في ظل وجود 176 مشروعاً استثمارياً للشركات الصينية في القطاعات المختلفة.
وتشير الإحصاءات إلى أن الاستثمارات الصينية في مجال النفط في السودان تجاوزت 10 مليارات دولار وقد ساهمت بدورها في تطوير قطاع الصناعة النفطية.
واعتبر البروفسور عبد الجبار الطيب لـ "العربى الجديد" أن الاتفاق مع الصين فرصة مهمة لتطوير القطاع الزراعي السوداني خاصة أن الصين لها ثقل علمي في العمليات الزراعية تمكن الشركات الصينية من الاستثمار في الزراعة بشكل واسع وتفتح الأبواب الخارجية لتسويق الإنتاج المحلي.
ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور هيثم فيتحى لـ "العربى الجديد" أن الاتفاق يحقق الشروع فوراً في تنفيذ مبادرة السودان "لتحقيق الأمن الغذائي العربي"، ومبادرة الرئيس الصيني للاستثمار في أفريقيا والعالم العربي، وهما مبادرتان مكملتان لبعضهما البعض. وتوقع أن تعمل على تطوير القطاع الزراعي الذي يحتاج للتمويل والترتيبات التقنية والفنية ومواكبة التطور الآلي للعملية الزراعية والري.
ويرى الدكتور عمر عوض حاج حامد، من كلية الاقتصاد والدراسات المالية والمصرفية بجامعة السودان العالمية، أن الصين تتربع على رأس جدول التجارة البينية للسودان مع دول العالم. كما أن الميزان التجاري في ارتفاع، ما يوضح ارتفاع صادرات السودان للصين.
ويشير إلى أهمية استخدام اليوان الصيني كعملة تبادل مشتركة في السودان تتداولها المصارف السودانية لتسهيل عملية التبادل التجاري واستخدام اليوان أيضا كعملة رسمية كنظيراته من العملات الأخرى والتعامل به مع الدول المعترفة باليوان الصيني كبريطانيا.