وقعت أطراف أهلية تونسية وليبية، الأحد، في مدينة الزاوية (غرب ليبيا) اتفاقا على إجراءات جديدة لتنظيم العمل داخل معبر رأس جدير الحدودي الذي أثيرت بشأنه أزمة أخيرا.
وينفذ تونسيون في مدينة بنقردان (جنوب) اعتصاماً منذ أكثر من شهر، احتجاجاً على ما يقولون إنه "تضييقات" من الجانب الليبي من رأس جدير، ما أدى إلى قطع الطريق المؤدي إلى المعبر.
الاجتماع، الذي عقد في مدينة الزاوية، حضره عن الجانب الليبي ممثلون عن غرفة العمليات العسكرية الغربية ووفد عن لجنة المصالحة (لجنة خاصة بفض النزاع الليبي)، وعدد من بلديات الساحل الغربي، وكتيبة جمال الغائب (تتبع حكومة الإنقاذ غير المعترف بها دوليًا)، ومن الجانب التونسي البرلماني أحمد العماري، وممثلون عن المجتمع المدني وعن المعتصمين في بنقردان.
وأعلنت بلدية الزاوية أن الاتفاق أسفر عن توقيع وثيقة تفاهم تقضي بإعادة فتح المعبر من اليوم الاثنين وتنظيم إجراءات متعلقة بعبور مواطني البلدين وفق شروط محددة.
وأوضح منشور البلدية، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن الاتفاق تشرف عليه وتتابعه لجنة من مؤسسات المجتمع المدني من كلا البلدين. كما يتم بموجبه إلغاء رسوم السفر على مواطني الدولة التونسية عند دخولهم للأراضي الليبية وفتح ممر ليبي ثان بالإضافة لرأس جدير.
في المقابل، يتعهد الجانب التونسي بحل مشكلة انتظار المسافر الليبي عند دخوله أراضيه وفرض حسن التعامل معه واحترامه وضرورة تخصيص ممر خاص بالحالات الإنسانية والعائلات، وفق المصدر ذاته.
وبحسب نص الاتفاق بين الطرفين، فإنه يحق للمسافر الليبي جلب الأدوية من تونس (بحسب الوصفة الطبية)، إضافة إلى السلع والمواد الغذائية التونسية الصنع بقيمة لا تفوق الألف دينار تونسي ( 434.7 دولارا).
وأقرّ الاتفاق في المقابل أنه يمكن للتونسي جلب السلعة ليبية الصنع والسلع المستوردة، شريطة ألّا تتجاوز قيمتها الـ4 آلاف دينار ليبي (قرابة 2700 دولار)، إضافة إلى إمكانية جلب كمية 150 لترا من الوقود، بما فيها الكمية الموجودة في خزان السيارة.
ودعا المجتمعون الحكومتين التونسية والليبية إلى ضرورة ضمان احترام المسافرين على الجانبين، إضافة إلى مطالبة الطرف التونسي بضرورة إيجاد حل لأزمة الانتظار الطويل للسيارات الليبية في المعبر، وتسهيل مرورها، وإلغاء الجانب الليبي ضريبة الـ13 دولارا المفروضة على السيارات التونسية العابرة.
ولم يتطرق البيان إلى مسألة حل الاعتصام الموجود في الطريق المؤدي إلى معبر رأس جدير الحدودي منذ أكثر من شهر، والذي ينفذه عدد من الأهالي في بنقردان التونسية، وكذلك مدى التزام الحكومتين بما خرج به الاتفاق.
وسيتوجه الوفد التونسي بعد ساعات إلى المعتصمين في بنقردان من أجل طرح نتيجة الاجتماع والنظر في مستقبل الاعتصام، بحسب النائب في البرلمان التونسي أحمد العماري.
وتعيش بنقردان ركوداً تجارياً بعد تواصل إغلاق المحتجين للطريق المؤدي إلى معبر رأس جدير الحدودي، ويعيش أغلب الأهالي في الجهة على التجارة الموازية.
وتوجد بوابتان حدوديتان بين تونس وليبيا، الأولى هي معبر رأس جدير، يقع في مدينة بنقردان، التابعة لمحافظة مدنين، والثاني هو معبر ذهيبة وازن، يقع في مدينة ذهيبة، التابعة لمحافظة تطاوين (جنوب شرق).
(العربي الجديد، الأناضول)