وأكد رئيس مؤسسة الحج الإيرانية، سعيد أوحدي، أن الأزمة السياسية بين إيران والسعودية، هي التي أدت إلى عدم حل مسألة الحج بين الطرفين، محملاً السعودية المسؤولية، قائلا إنها "تقوم بتصفية حساباتها سياسياً مع إيران، وأن ما جرى عبارة عن خطة تم الإعداد لها في وقت سابق" على حد قوله.
من جانبه، اتهم مفتى عام السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، إيران، دون أن يسميها صراحة، بمحاولة تحوير الحج عن مقاصده الشرعية لأهداف سياسية، مطالبا الدول الاسلامية بالالتزام بالمقاصد الشرعية والتنظيمات المرعية في شأن الحج.
وأكد آل الشيخ أن: "أي سياسة تريد تحويل الحج عن مجراه الصحيح هي سياسة إجرامية، وتوجه سيء يريد إثارة الفوضى ونشر الجهل في الحجاج، أو الاعتداء وتفريق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا، وكل هذا مرفوض في الإسلام الذي جعل الحج عبادة وطاعة لا منبرا للجاهلية ونشر البدع أو السياسات، ولكن محل للطاعة وعبادة الله".
وشدد مفتى السعودية، خلال برنامجه الأسبوعي ينابيع الفتوى الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة، أن كل من أراد فرض باطله وضلاله بين المسلمين فلا مكان له، وأضاف: "سبقت أفعال سيئة في الحرم الشريف من مثل هذه الطوائف التي لا تراعي حرمة البيت والبلد الحرام والفريضة العظيمة".
وفي تصريحات لموقع "تسنيم" الإيراني، قال سعيد أوحدي، اليوم الأربعاء، إن "السعودية لم ترغب في حل مسألة إصدار تأشيرات الحجاج الإيرانيين من قبل طرف ثالث"، وذكر أن "السفارة السويسرية عرضت أن تتولى هذه المهمة، لكن الرياض لم تُبد أي استعداد للأمر، ولم تتحدث عن آليات إصدار التأشيرات".
وقال أوحدي، إن الوفد السعودي المفاوض طالب بعدم نقل الإيرانيين عبر الخطوط الجوية الإيرانية، بالإضافة إلى منع تواجد الطواقم الطبية الإيرانية برفقة حجاج البلاد، فضلاً عن عدم منح ضمانات للطرف الإيراني فيما يتعلق بأمن وسلامة الحجيج، وهو ما عطّل موسم الحج للزائرين الإيرانيين لهذا العام".
ووصف السياسة السعودية بـ"العنصرية"، وأن وزارة الحج السعودية "غيرت أسلوب تعاملها مع إيران لفترة، لكنه كان تغييراً ظاهرياً" حسب قوله. معتبراً أن "البنود الأحد عشر التي قدمها الطرف السعودي خلال جولتي المفاوضات اللتين عقدتا بين الطرفين، كانت ترمي إلى وضع المزيد من العقبات أمام الحجاج الإيرانيين، وأثبتت أن المملكة تتبع سياسات متناقضة" حسب قوله.
وطالب أوحدي المواطنين الإيرانيين بعدم السفر للحج في المملكة هذا العام من بلد ثالث، وعزا الأمر إلى عدم وجود خدمات قنصلية إيرانية هناك، واستمرار الضغط السعودي على إيران من جهة ثانية.
واتهم الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي، سعد بن علي الشهراني، ما أسماه بـ"العناد الإيراني في رفض الشؤون التنظيمية لأمور الحج، والإصرار على تسييس هذه الفريضة"، محمّلًا الحكومة الإيرانية مسؤولية منع مواطنيها من المشاركة في حج هذا العام.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، عن الشهراني قوله، إن "إيران تحاول استغلال الحج في كل عام لمآربها السياسية منذ انطلاق ثورتها، وتعمل على ما يسمى بتصديرها تحت ولاية الفقيه".
وكان المسؤول الإيراني، الذي ترأس محادثات بلاده مع وزارة الحج السعودية أعلن، في وقت سابق، أن مؤسسة الحج الإيرانية ستعيد الأقساط المالية التي دفعها المواطنون ممن كانوا ينوون الذهاب لأداء مناسك الحج هذا العام.
وبعد أن اعتبر بعض رجال الدين في إيران أنه في حال وجود خطر فمن الممكن تجاوز أداء فريضة الحج هذا العام، دعا المرجع الديني الإيراني، آية الله ناصر مكارم الشيرازي، إلى وضع الحج تحت إدارة إسلامية مشتركة. ونقل موقع "تسنيم"، عن شيرازي، قوله، إن "عرقلة السعودية أداء الإيرانيين لمناسك الحج هذا العام تأتي بسبب فشلها السياسي في سورية والعراق، فقررت استغلال الحج سياسياً" حسب قوله.
وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية اتهمت الوفد الإيراني بتعمد تعطيل التفاوض، رغم الاتفاق على كلّ البنود في وقت سابق. وأكدت الوزارة، في بيان، تلبية رغبة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق له للمجيء إلى السعودية والتوقيع على محضر إنهاء ترتيبات سفر الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج لعام 1437 هجرية.