اتهم أحد أفراد أسرة الرئيس العراقي السابق، جلال الطالباني، الحكومة العراقية بتمويل إنشاء مصفاة نفطية، في محافظة السليمانية، وتسليمها لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يترأسه الطالباني، وعدّ ذلك ضمن أوجه الفساد المستشري في العراق.
وقال هلو إبراهيم أحمد، شقيق زوجة الطالباني، في بيان، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، اليوم الإثنين، إنّ "الحكومة العراقية خصّصت في عام 2008 ميزانية لإنشاء مصفاة نفطية بمنطقة بازيان التابعة لمحافظة السليمانية بكردستان العراق، بطاقة 20 ألف برميل يومياً في المرحلة الأولى، وبعد الانتهاء منها سلّمت إلى شركة نوكان التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (الذي يترأسه جلال الطالباني)".
ويأتي الكشف عن موضوع المصفاة، والذي جرى خلال الفترة الأولى لنوري المالكي في رئاسة الوزراء بين عامي 2006- 2010، بينما تربط الأخير حالياً علاقات قوية مع حزب الطالباني، في ظل تنسيق حول الكثير من المواقف في البرلمان بين نواب كتلة "دولة القانون" بقيادة المالكي، ونواب حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني".
والعلاقة الجيدة بين المالكي والطالباني هي بخلاف علاقة رئيس الوزراء السابق مع رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني وحزبه، والذي سبق له أن اتهم المالكي بوقف صرف موازنة الإقليم المالية، ورواتب موظفي القطاع العام، وذلك بمقترح من قادة في حزب الطالباني.
وأضاف أحمد، في البيان، أنّه "بهذا الإجراء تمّ تسليم مشروع استراتيجي لصالح المواطنين قيمته ملايين الدولارات ليصبح ملكاً للحزب، الذي باع نسبة 49% من المشروع بقيمة ثلاثين مليون دولار لشركة ثانية".
وأوضح أنّ "الشركة التابعة لحزب الطالباني، والتي تسلّمت المصفاة من الحكومة العراقية، قدّمت طلبات للحصول على قروض لإكمال مراحل أخرى للمصفاة لإيصال الإنتاج فيها إلى تكرير 70 ألف برميل يومياً، وقد حصلت بالفعل على قروض من خارج العراق تصل إلى 200 مليون دولار، وقد اختفت تلك الأموال أيضاً"، بحسب عضو أسرة الطالباني.
وتساءل هلو إبراهيم أحمد، الذي سبق أن ترشّح لانتخابات رئاسة إقليم كردستان، في دورة عام 2009 أمام البارزاني، قائلاً "بأي دولة في العالم يقوم حزب سياسي ببيع المستشفيات والمدارس والأملاك العامة، بأي حق يفعل ذلك وبأي سلطات؟؟".
وكانت تقارير قد اتهمت شقيق زوجة الطالباني، والذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية، بالتهجّم على حكومة إقليم كردستان، ورئيس الإقليم، والأحزاب السياسية الرئيسية، بهدف إجبار الحكومة على منحه عقوداً نفطية، لكن الحكومة رفضت مساعيه.
ويشهد حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" برئاسة الطالباني، صراعاً حول المناصب والامتيازات المالية بين أجنحة عدة يقودها أفراد أسرته، هم زوجته وابناه وأفراد آخرون، مع قياديين بينهم نائبا الطالباني، كوسرت رسول، وبرهم صالح، وقد تفجرت الصراعات بعد إصابة الطالباني بالشلل نهاية عام 2012.
وأثارت تقارير إعلامية شبهات حول دور لزوجة الطالباني، بتهريب النفط الخام من حقول تابعة لمحافظتي كركوك وصلاح الدين، إلى إيران، بمساعدة "الحشد الشعبي".