وأعلن مدير الطيران المدني السوري باسم منصور، أمس الاثنين، عبر إذاعة "شام إف إم"، إيقاف الرحلات الجوية مؤقتًا من وإلى إيران والعراق، مشيراً إلى إعادة طائرة من العراق بعد هبوطها في مطار دمشق، ظهر الأحد، بعد صدور هذا القرار. وأوضح أنه يجري حالياً تركيب جهاز ماسح حراري متطور لفحص القادمين إلى سورية.
وكانت حكومة النظام قررت، الأحد، تعليق الزيارات والرحلات مع دول الجوار (العراق والأردن)، أفراداً ومجموعات، بما فيها السياحة الدينية لمدة شهر، وتعليق الزيارات من الدول التي أعلنت تفشي الفيروس لمدة شهرين، وطلب من وزارتي الصحة والنقل تشديد إجراءات الفحص الطبي عند المنافذ الحدودية، ولطواقم شاحنات الترانزيت وسفن النقل التجاري.
وحسب قرارات حكومة النظام، سيتم تطبيق الحجر الصحي الاحترازي لمدة 14 يوماً للقادمين من تلك الدول، للتأكد من سلامتهم الصحية، وذلك كإجراءات احترازية ووقائية متخذة في جميع المنافذ والمعابر البرية والبحرية والجوية.
لكن القرارات لم تشر إلى لبنان الذي أعلن عن وجود أكثر من 40 إصابة بالفيروس. وفي حال تم تعليق الرحلات إلى لبنان، أو تقييدها، يعني ذلك إغلاق منفذ رئيسي نشط أمام المسافرين، والحركة التجارية في البلاد مع العالم الخارجي.
كما قررت حكومة النظام إيقاف الإيفادات الرسمية الخاصة بالدورات التدريبية، أو أي فعاليات خارجية أخرى، إضافة إلى وضع خطة إعلامية للتوعية، وطرق الوقاية من الفيروس، وتعزيز إجراءات الوقاية في المدارس والجامعات.
وفي إطار إصراره على إنكار وجود إصابات في البلاد برغم وجود تكهنات وتسريبات عدة بوجود مئات الإصابات، نفت مديرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة هزار فرعون، وجود أي إصابة بفيروس كورونا في سورية، قائلة إن الوزارة سوف تعلن عن أي حالة في حال تأكدت إصابتها بالفيروس.
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أعلنت وزارة الصحة عن أول حالتين يشتبه بإصابتهما بفيروس كورونا قادمتين من إيران، مشيرة إلى وضعهما في الحجر الصحي بمشفى "المجتهد" لحين التأكد من سلامتهما.
وأكدت مصادر في العاصمة دمشق، لـ"العربي الجديد"، وجود العديد من حالات الاشتباه بالإصابة بالمرض خاصة في مشفى "المجتهد"، لكن ما يمنع تأكيد وجود إصابات، وفق هذه المصادر، هو سياسة التكتم التي تتبعها سلطات النظام من جهة، والافتقار إلى القدرات الطبية الضرورية للكشف عن وجود إصابات.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مصادر طبية أبلغته بأنّ فيروس كورونا انتشر بشكل رئيسي في محافظات دمشق وطرطوس واللاذقية وحمص، وهناك إصابات كثيرة تم تسجيلها بعضها قد فارق الحياة وبعضها وضع بالحجر الصحي.
وأضاف أنّ أطباء تواصل معهم أكدوا بأنهم تلقوا أوامر صارمة من سلطات النظام السوري بضرورة الامتناع عن الحديث حول انتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أنّ سورية تشهد عملية دخول وخروج كبيرة للإيرانيين نظراً للمقدسات الموجودة على الأراضي السورية، إضافة للقوات الإيرانية المنتشرة هناك برفقة عوائلها.
Facebook Post |
وقال نيوف، في منشور على "فيسبوك"، إنه علم من صديق له يعمل في مستشفى "تشرين" العسكري بدمشق أنّ مسؤول مكتب الأمن القومي علي مملوك، أصدر تعميماً يمنع الحديث عن وجود إصابات بمرض كورونا في سورية، لما يتركه ذلك من أثر سلبي على عمل المؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية والإدارية في سورية التي هي في حالة حرب اليوم، وفق نيوف.
وأضاف نيوف أنّ صديقه رأى شخصياً التعميم "لكنه لم يستطع تأمين نسخة منه، بالنظر لأن توزيعه محصور بمدير إدارة الخدمات الطبية العسكرية والمديرين التابعين له والجهات الأخرى الموازية في القطاع المدني (وزارة الصحة وبعض توابعها)، حيث طلب من هؤلاء تعميمه شفهياً على من يعنيهم الأمر من العاملين في هذه القطاعات".
وكانت دول عدة قد علقت سفر مواطنيها والمقيمين فيها مؤقتاً من وإلى عدد من الدول العربية والأجنبية، ومن بينها سورية، ضمن إجراءاتها الاحترازية للسيطرة على الفيروس. وأعلنت السعودية، أمس الإثنين، تعليق السفر إلى كل من سورية والإمارات والكويت والبحرين ولبنان ومصر والعراق وكوريا الجنوبية وإيطاليا. كما أوقفت استقبال القادمين من تلك الدول. كما اتخذت قطر إجراءً مماثلاً، شمل سورية أيضاً، وكذلك فعلت الكويت.