صعد مؤشر خام برنت إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، أمس الأربعاء، مع إعلان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التوصل لاتفاق خفض الإنتاج، تتم مناقشته في الاجتماع الرسمي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في العاصمة النمسوية فيينا (مقر المنظمة).
وفي ختام اجتماع استمر ست ساعات ومشاورات استغرقت أسابيع، أعلنت أوبك أنها قررت خفض إنتاجها إلى ما بين 32.5 مليوناً و33 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 33.4 مليون برميل في أغسطس/آب الماضي.
ورغم ارتفاع مؤشر خام برنت نحو أعلى مستوى منذ 9 سبتمبر/أيلول الحالي، إلا أنه لم يلامس سقف 50 دولاراً، بل هو أدنى بنحو 3 دولارات من أعلى مستوى في 2016، البالغ 52.79 دولاراً.
يتساءل الخبير الاقتصادي العراقي وضاح ألطه: "بالأمس تم الاتفاق على خفض الإنتاج، لكن هل سيتفق الأعضاء في اجتماع نوفمبر/تشرين الثاني على تحديد حصص كل دولة عضو في أوبك؟".
ألطه قال في اتصال عبر الهاتف مع وكالة الأناضول، إنه "رغم استثنائية القرار القاضية بخفض الإنتاج، وهي المرة الأولى منذ 2008، إلا أن ما حصل هو إدارة للأزمة وليس حلاً لها".
وأشار إلى أن الأسعار التي ارتفعت أمس وبلغت 49.7 دولاراً، وتراجعت اليوم إلى حدود 48.6 دولاراً، لا تعكس الوضع الحالي المتخم بالفوائض النفطية حول العالم، "الأسعار ناتجة عن ارتياح نفسي للمتعاملين ليس أكثر".
ويبلغ حجم المخزونات النفطية للدول المستهلكة حول العالم، بنحو 2.5 مليار برميل في الوقت الحالي، منها نحو 534 مليون برميل لدى الولايات المتحدة، التي ارتفعت من 1.5 مليار برميل منتصف 2015، بسبب تباطؤ الاقتصاديات المتقدمة والناشئة.
وتطالب إيران بزيادة حصتها من إنتاج النفط في المنظمة لتشكل 12.7% من إجمالي الإنتاج اليومي لأوبك، إلى 4.2 ملايين برميل يومياً، مقارنة مع إنتاج فعلي بلغ في أغسطس/آب 3.6 ملايين برميل يومياً، وفق تقرير لأوبك منتصف الشهر الحالي.
يقول ألطه: "لن يرضى أعضاء أوبك بتحقيق رغبة إيران النفطية.. أعتقد أن الأسعار ستعاود الهبوط لمستويات دون 45 دولاراً مع الاجتماع المقبل، لأنه سيشهد رفضاً سعودياً على وجه الخصوص لطلب إيران رفع إنتاجها".
وقال محللون في غولدمان ساكس اليوم الخميس، إنه رغم اتفاق الأمس، "إلا أننا على المدى الطويل متشككون في تطبيق الحصص المقترحة إذا اعتمدت".
على الجهة المقابلة، كان منتجو النفط الصخري الذين تبلغ تكلفة إنتاجهم للنفط أعلى من الإنتاج التقليدي، ينتظرون نتائج إيجابية لاجتماع (أوبك)، "تمهيداً لزيادة أسعار النفط والبدء بدفع إنتاجهم نحو الارتفاع، وزيادة التصدير للخارج.
ويرى منتجو النفط الصخري الذين خفضوا من إنتاجهم خلال الشهور الماضية، أن سعر 50 دولاراً للبرميل سيكون مناسباً لزيادة حجم إنتاجهم من النفط الصخري عالي تكلفة الإنتاج.
وتوقع طارق قاقيش، المدير التنفيذي لإدارة الأصول في شركة مال كابيتال (مقرها دبي)، أن تنتعش أسواق الأسهم خلال الأيام المقبلة حتى الأسبوع المقبل، بسبب نتائج الاتفاق أمس.
وزاد: "اتفاق الأمس أبقى الباب مفتوحاً أمام احتمالات الاتفاق النهائي أو العودة لمربع فوضى الإنتاج، وهذا لن يكون في صالح أسواق الأسهم التي نتوقع أن تشهد تذبذبات كبيرة حتى اجتماع نوفمبرتشرين الثاني"، مشيراً أن عوامل جيوسياسية أصبحت أيضاً تؤثر على أسواق النفط، وليس فقط العرض والطلب".
وتتأثر أسعار النفط الخام صعوداً وهبوطاً بتصريحات منتجي النفط، أو أية تطورات على الاقتصاد العالمي، وتكون أسواق الأسهم أول من يصاب بتأثيرات هذه التصريحات والتغيرات.