نظم أهالي الأسرى والشهداء الفلسطينيين اعتصامات احتجاجية في العديد من محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، رفضا لقرار الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين حسم مخصصات الأسرى والشهداء من أموال المقاصة (عائدات الضرائب التي تجنيها إسرائيل نيابة عن السلطة).
وفي مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، اعتصم العشرات من أهالي الأسرى في سجون الاحتلال داخل ساحة مقر الصليب الأحمر الدولي، ورفع المشاركون صور الأسرى ورددوا هتافات رافضة للقرار الإسرائيلي بحسم مخصصات الأسرى والشهداء من أموال المقاصة.
وردد المشاركون "اسمع اسمع يا أسير.. مع أهدافك للتحرير"، و"الأسرى والأسيرات إلهم منهم تحيات"، و"اشتعلي اشتعلي يا نيران في عوفر وعسقلان".
من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد"، على هامش الاعتصام في مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة، إن "المطلوب للرد على قرار إسرائيل بإجراءات فورية عدم استلام أي مبلغ إن كان هناك قرار يمس بحقوق الشعب الفلسطيني، والدفع بعدم التعايش مع تلك الإجراءات"، لافتا إلى أن "الشعب والسلطة الفلسطينية يعيشون أزمة اقتصادية، وما قام به (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين ) نتنياهو يعمق الأزمة".
ومن أجل الرد على القرار الإسرائيلي، دعا فارس إلى إغلاق السوق الفلسطينية بشكل كامل أمام البضائع الإسرائيلية، والخروج إلى الشوارع، والعمل على "جهد دبلوماسي قانوني دولي، إذ إن هذا الرد يجب أن يكون مقدمة نحو بلورة استراتيجية للرد على إسرائيل وعدوانها".
وأضاف: "هناك حرب على الشعب الفلسطيني، ولا بدّ أن نتصرف بواقعية، وما يجري يجب أن يقودنا لنرى الأمور كما هي"، مشيرا إلى أن "هذا الإجراء الإسرائيلي، وفي ظل الإقبال على ذكرى يوم الأرض ويوم الأسير، وفي ظل أجواء محتقنة، ربما يكون ذلك صاعقا لتفجير الأوضاع".
وشدد فارس على أن ما يجري الآن "يضعنا أمام خيارين، إما أن نكون أمام عملية سياسية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، أو أن نقاوم هذا الاحتلال".
من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، لـ"العربي الجديد"، على هامش الفعالية في البيرة: "هناك خطوات احتجاجية تصعيدية قادمة على القرار الإسرائيلي، وإن فعاليات عدة ومؤتمرات شعبية ستعقد في الميادين العامة لنصرة الأسرى ورفض المساس بحقوقهم".
وخلال الاعتصام، أكد شومان أن اقتطاع مخصصات الأسرى والشهداء من عائدات الضرائب "له تداعيات خطيرة، خاصة بعد قيام الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق بقطع مساعداتها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"".
ويأتي هذا الاعتصام في مدينة البيرة تزامنا مع اعتصامات أخرى، دعت لها الفعاليات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، حيث نفذت العديد من الاعتصامات في مقرات الصليب الأحمر وفي مراكز المدن.
وفي السياق، شارك عشرات الفلسطينيين بمسيرة احتجاجية انطلقت من منطقة باب الزقاق وسط مدينة بيت لحم، باتجاه حاجز 300 شمال مدينة بيت لحم، احتجاجا على حسم مخصصات الأسرى والشهداء، بينما اعتصم عشرات الفلسطينيين في ميدان الشهداء بمدينة نابلس شمال الضفة، ضد قرار الاحتلال، قرصنة أموال الشعب الفلسطيني، رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات الرافضة لقرار الاحتلال.
وفي الخليل جنوب الضفة، شارك العشرات من الفلسطينيين بوقفة احتجاجية في دوار ابن رشد في الخليل رفضا لقرار الاحتلال، داعين مؤسسات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان إلى "التدخل العاجل للإفراج عن الأسرى ومنع نفاذ القرار".