مع دخول الاحتجاجات في بيلاروسيا أسبوعها السادس، نظم أكثر من 100 ألف متظاهر مسيرة في مينسك للمطالبة باستقالة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وحمل العديد من المتظاهرين، الذين قدرت منظمة فياسنا لحقوق الإنسان أعدادهم بأكثر من 150 ألف شخص، لافتات تنتقد روسيا، مما يعكس المخاوف بشأن اجتماع لوكاشينكو المزمع غداً الإثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وسيكون هذا أول اتصال مباشر بين الزعيمين منذ اندلاع الاضطرابات في بيلاروسيا بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أغسطس/ آب، والتي فاز فيها لوكاشينكو بولاية سادسة بأغلبية بلغت 80 بالمائة، وهي النتيجة التي وصفها المتظاهرون وبعض موظفي مفوضية الانتخابات بأنها مزورة.
وأبدى بوتين استعداداً لإرسال الشرطة الروسية إلى بيلاروسيا إذا تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف، مما أثار مخاوف من استخدام موسكو للمعارضة السياسية كذريعة لضم جارتها، كما فعلت في شبه جزيرة القرم في عام 2014.
وترتبط الدولتان بعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية، على الرغم من إعراب لوكاشينكو مرارًا عن مخاوفه من قيام روسيا بالاستحواذ على بيلاروسيا بالكامل.
ويعتقد بعض المراقبين أن لوكاشينكو سيتوجه إلى الاجتماع في موقف ضعيف، وأن بوتين قد يستفيد من ذلك لمحاولة إبعاده عن السلطة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية أولغا تشيمودانوفا، إن نحو 400 شخص اعتقلوا الأحد في مينسك، وإن مظاهرات نظمت في 16 مدينة أخرى، من بينها مدينة بريست، حيث استخدمت الشرطة مدافع المياه ضد حشد من عدة آلاف.
وحمل بعض المتظاهرين لافتات في مينسك عليها عبارات: "مصدر القوة في بيلاروسيا هو الشعب، وليس لوكاشينكو والكرملين". وأخرى تحمل عبارة "أخبرني من هم أصدقاؤك وسأقول من أنت"، وعليها صورة للوكاشينكو وبوتين.
وفي مسعى لمنع الاحتجاجات، أقامت الشرطة، الأحد، حواجز من الأسلاك الشائكة وسيارات نقل السجناء ونشرت آلاف الجنود لمنع المتظاهرين من الوصول إلى وسط المدينة، لكن المتظاهرين اجتمعوا خارج وسط المدينة وتوجهوا نحو المقر الرئاسي على مشارفها.
ورفض لوكاشينكو تقديم أي تنازلات أو محاولات وساطة، واتهم الغرب مراراً بالعمل على الإطاحة بحكومته. وفي محاولة لإظهار التحدي ظهر لوكاشينكو وهو يسير حاملاً بندقية آلية.