قبل ثلاثة أيام شنت القوات الأفغانية الخاصة عملية في منطقة غرشك بإقليم هلمند جنوب أفغانستان وقتلت خلالها مدنيين أحدهما امرأة، كما اعتقلت القوات أربعة رجال وامرأتين، ما أدى لخروج احتجاجات تندد بعدم احترام أعراف المنطقة.
ومنذ أمس تنظم قبائل هلمند احتجاجا في الإقليم ينددون من خلاله بالعملية واعتقال النساء. وقال أحد زعماء القبائل وهو من بين المشاركين في الاحتجاج ويدعى سيد ولي لـ"العربي الجديد": "نطلب من جميع وسائل الإعلام أن ترفع صوتنا على كل الأصعدة، ومن زعماء القبائل أن تنضم إليها لأن العملية انتهكت جميع الأعراف والتقاليد، والشعائر الدينية".
بدوره، قال الناطق باسم الحكومة المحلية في هلمند، عمر زواك، في بيان له، إن حاكم الإقليم، الجنرال محمد ياسين خان، قد اجتمع اليوم بالزعامة القبلية وبقيادة المحتجين ووعدهم بالإفراج عن النساء، ووضعهن تحت الإقامة الجبرية في هلمند.
وأوضح زواك أن حاكم الإقليم ناقش الموضوع مع السلطات الأمنية في كابول وأن المسؤولين الأمنيين وعدوا بالإفراج عن النساء.
كما ذكر زواك أن حاكم الإقليم أبلغ قيادة المحتجين بقرار الحكومة، مؤكدا أن الحكومة لن تساوم على أمن البلاد، مشددا في الآن نفسه على احترام أعراف الناس وعاداتهم ومشاعرهم.
في الأثناء، قال مصدر في الاستخبارات الأفغانية لـ"العربي الجديد" إنه جرى الوصول إلى بعض أقارب النساء المعتقلات في كابول وسيتم تسليمهن إليهم الليلة، مؤكدا أن رئيس الاستخبارات، معصوم ستانكزاي، تحدث اليوم هاتفيا مع الزعامة القبلية وقيادة المحتجين، وطمأنهم بأن الحكومة ستسلم النساء قريبا إلى أقاربهن في كابول.
ولاقى الحادث ردود أفعال منددة في الأوساط السياسية والشعبية، إذ دان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي اعتقال النساء، وطلب من الحكومة الإفراج عنهن في أسرع فرصة كونه لا يخدم مصلحة الأفغان، ويخالف أعراف الشعب الأفغاني.
وفيما عد القيادي السابق في طالبان عبد السلام ضعيف الحادث سعياً لإفشال مساعي الحوار الجاري لحلحلة المعضلة الأفغانية، اعتبر بعضهم الحادث مؤامرة على مساعي المصالحة الحالية.
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن البيت الذي نفذت فيه العملية كان لطبيب محلي يدعى أسد الله، وأن النساء المعتقلات من أسرة الرجل، ولا علاقة لهن بالجماعات المسلحة.
ولكن حاكم الإقليم الجنرال خان كتب على صفحته في "فيسبوك" في وقت سابق إن العملية نفذت ضد قيادات بتنظيم "القاعدة" في المنطقة وقتل اثنان منهم يدعيان: الملا جابر والملا ياسر.