احتدمت المعارك بين قوات "درع الفرات" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الخميس، في محيط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمال سورية، حيث وقع قتلى وجرحى من الطرفين، بينما اتّهمت تنسيقية المدينة تنظيم "داعش" بالتسبب بمقتل 80 مدنيا على الأقل خلال 48 ساعة.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أوضح القيادي في فرقة "الأحرار لواء السلطان مراد"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، أبو الوليد العزّي، أن "المعارك تدور بشكل عنيف مع التنظيم في محيط جبل عقيل والمشفى الوطني في الجنوب الغربي بمحيط الباب، تزامنا مع قصف مدفعي وجوي من الجيش التركي على مواقع التنظيم في المدينة".
وكان "الجيش الحر" قد سيطر أمس على جبل عقيل، لكن أبو الوليد بيّن، لـ"العربي الجديد"، أنّهم اضطروا إلى التراجع عن الجبل بسبب تفجير التنظيم لمفخّختين أسفرتا عن مقتل جنود من الجيش التركي، و10 من "الجيش السوري الحر"، إضافة إلى جرح عدد من الجنود، بينهم إصابات خطرة.
أكد وزير الدفاع التركي، فكر إشك، ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي المشاركين في عملية درع الفرات، إلى 16 قتيلا، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 34، فيما أشارت هيئة الأركان التركية في بيانها، أمس، إلى أن العمليات أسفرت عن مقتل 138 من عناصر التنظيم.
وخلال اطلاع البرلمان التركي على آخر التطورات في عملية "درع الفرات"، قال إشك: "تستمر العمليات الرامية للسيطرة على مدينة الباب، بدعم من القصف الكثيف من الجو والأرض المقدم للقوات الخاصة التابعة للمعارضة السورية، وتمت السيطرة بشكل كامل على طريق حلب الباب"، مضيفا: "تواصل قطعاتنا الموجودة في المنطقة استهداف عناصر تنظيم "داعش" عبر الطلعات الجوية وباقي الدعم النيراني، وحتى الآن تم تدمير 3 عربات تحمل سلاح شيلكا، وعربتين تحمل سلاح الدوشكا، و3 عربات تحمل بنادق آلية ثقيلة".
وأشار الوزير التركي إلى "قيام سلاح الجو التركي بتدمير 67 هدفا تابعا للتنظيم، والتمكن من قتل العشرات وجرح عدد كبير من عناصره، بينهم الكثير من الحالات الحرجة، بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من خلال تعقب مكالمات عناصر التنظيم".
وتابع أن القوات المسلحة تعرضت، بعد ظهر أمس، إلى ثلاث هجمات انتحارية من قبل التنظيم باستخدام سيارات مفخخة، مما أدى إلى مقتل 10 جنود، وجرح 18 آخرين، بينهم 6 بحالة حرجة.
وكانت هيئة الأركان التركية قد أكدت، في بيان اليوم، مقتل 4 جنود أتراك، وجرح 15 آخرين، بعضهم بحالة خطرة، بينما فقد اثنان من جرحى الجيش التركي حياتهم أثناء تلقيهم العلاج في المشفى.
من جهة ثانية، قالت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، إن "30 قتيلا، معظمهم أطفال ونساء، سقطوا إثر غارات جوية على أحياء مدينة الباب شمال شرقي حلب".
في المقابل، اتهمت "تنسيقية مدينة الباب وضواحيها" تنظيم "داعش" بـ"التسبب بمقتل 80 مدنيا على الأقل خلال الـ48 ساعة الماضية، جرّاء القصف الجوي والمدفعي على المدينة، بسبب استخدامهم كدروع بشرية"، مضيفة "هناك عالقون تحت الأنقاض لم يتمكّن الدفاع المدني في المدينة من انتشالهم".
من جانب آخر، قالت مصادر مقربة من مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي الأخيرة سيطروا، بدعم من طيران التحالف، على قرية أبو جب في ريف الرقة الغربي، بعد معارك مع تنظيم "داعش"، بينما تتواصل المعارك العنيفة بين الطرفين في محيط قرية جعبر غربي، وسط حركة نزوح من المدنيين باتجاه مدينة الطبقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي.