في المقابل، سيطرت قوات الجيش الأفغاني على مديرية دشت أرجي، أكبر مراكز طالبان في الشمال، إثر عملية عسكرية دامت ساعة. وتزامنت هذه التطورات مع تحذير روسيا من تسلل مسلحي طالبان وداعش إلى دول آسيا الوسطى، والهجوم عليها.
وتؤكد المصادر الحكومية في إقليم تخار أن عشرات من مسلحي الحركة هاجموا اليوم على مقر مديرية درقد بإقليم تخار، وبعد عدة ساعات من المواجهات العنيفة بين الطرفين، انسحبت القوات الدولية إلى الوراء، واستولى المسلحون على مقر المديرية وجميع المباني الحكومية.
وعلى الرغم من ادعاء الحكومة أن قوات الجيش انسحبت تكتيكياً إلى الوراء من دون أية خسائر بشرية، إلا أن مصادر قبلية في المنطقة تشير إلى مقتل أربعة من جنود الجيش وعدد من المسلحين خلال المواجهات العنيفة.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن مسلحي الحركة يستولون على جميع مناطق المديرية، بعد أن قتلوا 12 من عناصر الأمن مقابل مقتل اثنين من عناصر الحركة.
اقرأ أيضاً: داعش أفغانستان يستقطب الأجانب
في المقابل، رفض المسؤول الأمني في الإقليم، عتيق الله حيدري، ادعاء طالبان، مشدداً على أن القوات المسلحة تستقرّ بالقرب من مقر الحكومة المحلية، وهي على أهبة كاملة لشن هجوم معاكس ضد المسلحين.
وفي سياق متصل، تمكّنت قوات الأمن الأفغانية من السيطرة على مديرية دشتي أرجي بإقليم قندوز شمالي البلاد، والتي كانت طالبان تسيطر عليها منذ أشهر، وكانت منطلقاً لعملياتها الكبيرة في الشمال الأفغاني، والتي كان منها هجوم الحركة على مدينة قندوز.
بدورها، ترفض طالبان ادعاء الحكومة وتدّعي أن مسلحيها يقاومون قوات الجيش الأفغاني، لكن سكان المديرية ومصادر قبلية يؤكدون أن قوات الجيش هاجمت المسلحين على حين غرة، وكبدتهم خسائر فادحة، ثم سيطرت على المديرية.
ويقول أحد سكان المديرية لـ"العربي الجديد" إن مسلحي الحركة كانوا يسيطرون على المديرية، وكان من بينهم عدد كبير من الأجانب لا نعرف هويتهم ولا لغتهم، وكان هجوم طالبان على قندوز قد انطلق من المديرية نفسها.
من جهة ثانية، ومع احتدام المعارك في الشمال الأفغاني، حذر رئيس جهاز الاستخبارات الروسي ألكساندر بروتيني كوف، من تسلل مسلحي طالبان و"داعش" إلى دول آسيا الوسطى والهجوم عليها.
وأكد كوف أن تجمع مسلحي طالبان وداعش في الشمال الأفغاني وبالقرب من دول آسيا الوسطى، يعزز احتمال قيام المسلحين بالهجوم على تلك الدول.
يذكر أن الحكومة الأفغانية تطالب الحكومة الروسية بتقديم دعم عسكري لها لمواجهة المسلحين، وأبدى مسؤولون روس استعداد بلادهم لتقديم أي نوع من المساعدات العسكرية لأفغانستان.
في المقابل، انتقد عضو مجلس الشيوخ الأميركي جان ماكين سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء أفغانستان، معتبراً أن الحكومة الأميركية لو قامت بتجهيز حقيقي للجيش الأفغاني لما التفت الأفغان إلى روسيا اليوم للحصول على دعم عسكري منها لمواجهة المسلحين.
اقرأ أيضاً: طالبان باكستان تنفي اتحادها مع نظيرتها الأفغانية