تفحّمت قاعة "سينما ريفولي" التاريخية، وسط العاصمة المصرية القاهرة، فجر الأربعاء، إثر حريق هائل التهم الدار المغلقة للإصلاحات، بعدما فشل الأهالي في إخماد النيران نتيجة تأخر وصول سيارات المطافئ، ما تسبب في انتشار ألسنة اللهب في القاعة، وامتداد الحريق إلى السطح، وإتلاف معظم أجزاء المبنى الذي يعود إلى أكثر من مائتي عام.
ودفعت إدارة الحماية المدنية في وزارة الداخلية بـ10 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق، بعد أكثر من ساعتين من نشوبه، واحتراق معظم أجزاء دار العرض داخل المبنى، في حين انتقلت نيابة الأزبكية لمعاينة موقع الحريق، وانتدبت رجال المعمل الجنائي لرفع آثار الحادث، للوقوف على ظروفه وملابساته، من دون إعلان نتائج التحقيق حتى الآن.
وكانت السينما في الماضي تحتوي على قاعة عرض واحدة، مكونة من بلكون وصالة، إلى جانب مسرح كبير، غير أنه جرى تطويرها في فترة التسعينيات، وتزويدها بأجهزة حديثة، بعد الاستغناء عن المسرح، وتقسيمها إلى 5 شاشات عرض. وسبق أن التهمت النيران السينما إبان حريق القاهرة في يناير/كانون الثاني عام 1952.
وأسفر الحادث عن احتراق جميع قاعات السينما، بدءاً بصالة العرض في الطابق الأرضي، وصولاً إلى الدور العلوي وسطح السينما. غير أن الحريق لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح، نظراً لإغلاق السينما أمام الجمهور التي كان يرتادها كبار رجال الدولة لحضور حفلات الفنانين الراحلين أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش.
وأبلغ الفنان أحمد ماهر، الذي كان متواجداً داخل مبنى السينما لمتابعة أعمال التطوير، في إطار خطة تطويرها بناءً على مبادرة من الأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز، إدارة الحماية المدنية حال اندلاع النيران في السينما، مشيراً إلى أن الحريق نشب في جميع أرجائها، ونتج عنه تهدّم كل ما تم إنجازه فى الفترة السابقة من أعمال تطوير داخلها.
وأفاد ماهر بأن "سينما ريفولي" يعود تاريخها إلى عام 1800، وجدرانها تهالكت بحكم الفترة الزمنية الكبيرة التي مرت عليها، علاوة على عوامل التعرية، وتعرّضها لأشعة الشمس، مرجحاً أن يكون سبب الحريق إلقاء "عقب سجائر" من أحد العاملين في أعمال تطوير السينما، أو عمال مشروع مترو الأنفاق الذي يُنفذ أمام مقر السينما.
تجدر الإشارة إلى تردد كبار الفنانين على السينما لمشاهدة أفلام الأبيض والأسود، إلى أن استأجرها الفنان الراحل فريد شوقي، في 1986. وأحيا الأطرش جميع حفلات الربيع فيها حتى عام 1971، ثم أكمل "العندليب" مسيرة حفلاته في السينما التي شهدت طلب الجمهور تكرار أغنيته "موعود"، ما جعله يشعر بالمرض أثناء الحفلة، ويسافر بعدها إلى لندن لتلقي العلاج.