تحتفل العديد من المدن والبلدات الجزائرية اليوم الخميس، بعيد ثورة التحرير التي اندلعت في أول نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، وكللت بحصول البلاد على الاستقلال في الخامس من يوليو/ تموز 1962. ويكتسي هذا اليوم قيمة ورمزية كبيرة عند الجزائريين، إذ يحرصون على تنظيم احتفالات فيه أكثر من أي يوم في السنة.
وبهذه المناسبة توجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى مقابر الشهداء ووضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري المخلد لهم، كما قرأ الفاتحة على أرواحهم، فيما أطلقت المدفعية الجزائرية طلقات احتفائية بهذه الذكرى التاريخية.
وشهدت 1541 بلدية في الجزائر احتفالات بهذه المناسبة، إذ تقدمت فرق الكشافة وقدامى الثوار وعائلات الشهداء والناشطين والمواطنين المواكب الاحتفالية في ساحات الشهداء، وتم رفع العلم الوطني، قبل التوجه إلى مقابر الشهداء لقراءة الفاتحة على شهداء الثورة.
وفتح "متحف المجاهد" بمقام الشهيد في العاصمة الجزائرية، أبوابه للزوار وطلاب المدارس والجامعات والفرق الكشفية، لزيارته والاطلاع عن مجسمات وبقايا أسلحة وقنابل من ثورة التحرير، إضافة إلى مجسمات تجسد مختلف مراحل ثورة التحرير والمقاومة حتى الاستقلال عام 1962.
بالتزامن مع ذلك، تقام في أغلب البلدات معارض للصور ومحاضرات للشباب حول ظروف اندلاع ثورة التحرير ومقاومة الاستعمار بعد مسار من النضال السياسي، للتعريف بمآثر الشهداء والثوار، وكشف جرائم الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري.
وأقامت دار الشباب لبلدية أحمر العين في ولاية تيبازة، مسابقة للأطفال لأحسن تصميم للعلم الوطني، تهدف بحسب مدير الدار الشبابية، إلى ربط الجيل الجديد بالعلم الوطني كرمز تاريخي وغرس القيم الوطنية فيهم. وجاءت تصاميم الأطفال في أشكال مختلفة، بيّنت ارتباط هؤلاء بالعلم الجزائري.
كما أقامت المؤسسة مسابقة للأطفال حول ذكرى أول نوفمبر، وتم توزيع 300 قصة عن الثورة على أطفال المدارس.
وفي مدن تلمسان غربي الجزائر وسطيف شرقي البلاد، أقيمت مسيرات كشفية ودقت فيها الطبول، وشارك عدد من الثوار في الاحتفال بلباسهم الثوري الذي كانوا يرتدونه في فترة الكفاح المسلح، كما شاركت في الاحتفال سيارات قديمة تعود إلى فترة الثورة الجزائرية، رفعت علم البلاد.
وفي الأول من نوفمبر عام 1954، قررت مجموعة 22 من قيادات الحركة الوطنية في الجزائر، إطلاق ثورة التحرير المظفرة بهدف نيل الاستقلال، بعد مسار من النضال السياسي الذي فشل في دفع الاستعمار الفرنسي، إلى الاعتراف بالحقوق السياسية وحق الجزائريين في نيل الاستقلال، وبعد سبع سنوات ونصف من النضال المسلح حققت الثورة الجزائرية مطلب الاستقلال في الخامس من يوليو/ تموز 1962، بعد ثمن باهظ دفعه الشعب الجزائري بمليون ونصف المليون من الشهداء.