تعيش جزيرة لامبيدوزا احتقاناً غير مسبوق بسبب موجات الهجرة السرية وتواصل تدفق المهاجرين، وساهم وصول قارب يقل 450 مهاجرا، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، في تصاعد غضب السكان المحليين الذين نظموا وقفة احتجاجية في الميناء التجاري للجزيرة، مطالبين بترحيل هؤلاء المهاجرين.
ولم يكتف رئيس بلدية لامبيدوزا ، توتو مارتيلون، بالتنديد والتعبير عن استيائه مما يحصل، فقد أشارت صحيفة إيطالية إلى أنه أرسل، مساء أمس، رسالة غضب وتهديد إلى الرئيس التونسي، قيس سعيد، متوعدا إياه بالقدوم إلى تونس عبر قاربه، وأنه سيكون مرفوقا بـ 450 مهاجرا ممن وصلوا مؤخرا إلى الجزيرة، مشيرا إلى أن الوضع لم يعد مقبولا وأن الجزيرة قد تدخل في إضراب عام، فمراكز الإيواء ممتلئة وتجاوزت طاقة استيعابها، وقد يتم اعتراض زوارق المهاجرين باستعمال القوارب البحرية، وكانت عدة مصادر إيطالية قد سوقت أنهم قدموا من السواحل التونسية.
وأوضح المسؤول عن الإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، لـ" العربي الجديد"، أن المهاجرين الواصلين إلى لامبيدوزا مؤخرا قدموا من السواحل الليبية، وأغلبهم من جنسيات أفريقية، وأنه لم يسبق على مر هذه السنوات وفي تاريخ الهجرة السرية وصول أي قارب تونسي يحمل مثل هذا العدد، مبينا أن التفطن إليه سيكون سريعا من قبل خفر السواحل التونسية وأغلب القوارب التي غادرت تونس صغيرة وتضم بضعة عشرات المهاجرين.
وبيّن أن الهدف من الترويج المتعمد للمعلومة على أنهم تونسيون وقدموا من السواحل التونسية، مواصلة الضغط على الحكومة التونسية وإثارة الرأي العام الإيطالي تجاه الهجرة، مشيرا إلى أنه ولغايات سياسية من اليمين المتطرف يتم الدفع نحو احتقان السكان في لامبيدوزا وفِي إيطاليا عموما، واستغلال ورقة الهجرة في محاولة للتموقع، وبالتالي هناك سلوكات وتصريحات استعراضية كالتي قام بها رئيس بلدية لامبيدوزا والتهديد بالقدوم على متن قارب إلى تونس.
وتابع أن قضية الهجرة لا تحلّ بإثارة الرأي العام، ولا بتصريحات استفزازية، لأن الأزمة مرتبطة بسياسات معينة اختارها الاتحاد الأوروبي وإيطاليا في علاقة بتعاملهم مع الهجرة وبأسباب اقتصادية واجتماعية في بلدان الهجرة.
وأكد بن عمر أن الحلول تكون عبر التفاوض المباشر ومن خلال ضمان حقوق المهاجرين وصون كرامتهم لا الاعتداء عليهم.