والتهمت الحرائق أكثر من عشرة ملايين هكتار في شرق البلاد وجنوبها وتسببت بمقتل 33 شخصاً، ودمرت أكثر من 2500 منزل فيما يُقدر أن يكون قد نفق فيها أكثر من مليار حيوان.
وغطى دخان هذه الحرائق سماء مدن كبرى مثل سيدني لأسابيع عدة، كما تسببت بعزل مدن وبلدات، ما تطلب نشر الجيش لإنقاذ الأشخاص العالقين.
وتأججت الحرائق بفعل الجفاف المتواصل والتغير المناخي، فيما سجلت أستراليا أكثر سنواتها حرّاً وجفافاً. إلا أنّ الأمطار التي تساقطت على مدى أيام، وهي الأكثر غزارة منذ سنوات، أطفأت الحرائق الكبرى وسمحت باحتواء حرائق أخرى.
وكافح عناصر الإطفاء المتطوعون الحرائق يومياً، في ما وُصف بـ "صيف أستراليا الأسود". وقال نائب المسؤول عن فرق الإطفاء الريفية في نيو ساوث ويلز، روب رودجرز، في فيديو بثّه عبر "تويتر": "بعد موسم حرائق كارثي للإطفائيين والسكان الذين عانوا كثيراً خلاله، جرى احتواء الحرائق في نيو ساوث ويلز، إلا أنّه لم يتمّ إخمادها كلّها وهناك نيران لا تزال مشتعلة في أقصى جنوب الولاية"، وأضاف: "سنتمكن الآن من التركيز على مساعدة الناس في إعادة الإعمار".
وفي محيط العاصمة كانبيرا، لا يزال الإطفائيون يسعون إلى احتواء حريق، إلا أنّه لم يعد يُشكل تهديداً.
وتركز السلطات الآن على التصدي لفيضانات مرتقبة في الأيام القادمة في أعقاب أمطار هي الأكثر غزارة في 30 عاما. وفاضت السدود قرب سيدني الخميس، بعد أيام من الأمطار في مشهد يتناقض مع أشهر الجفاف.
وكان سد نيبيان ممتلئا حتى نصفه الأسبوع الماضي، إلا أن تسجيلات فيديو أظهرت الخميس، أن الماء يتدفق فوق جداره. وتم إنقاذ مئات الأشخاص من مياه الفيضانات في الأيام الماضية.
ومن المتوقع أن يشهد الطقس تقلبات مجددا اعتبارا من الجمعة. وتوقع مركز الارصاد أن يحمل الإعصار أويسي "رياحا تلحق أضرارا تصل إلى دمار" وأمطارا غزيرة على المنتجع السياحي جزيرة لورد هوي.
وقالت خبيرة الأرصاد غريس ليغ إن عواصف تهدد ولايتي كوينزلاند ونيوساوث ويلز، وثمة احتمال أن تضرب مناطق لا تزال تحاول تجاوز آثار الحرائق. وقالت "أي أمطار وعواصف رعدية قد تنجم ستهطل على مناطق مشبعة بالمياه أساسا، لذا هناك خطر حدوث فيضانات".
Twitter Post
|
وعلى مدى آلاف السنوات، استصلح السكان الأصليون في أستراليا الأراضي، عبر إحداث حرائق موضعية للتخلص من الأعشاب الضارة في انعكاس لفهمهم الكامل للأنظمة البيئية. وهي مهارة يُنظر إليها بصورة متزايدة كوسيلة للوقاية من حرائق مستقبلية.
وقد أدى نطاق الحرائق خلال الموسم الأخير لحرائق الغابات، التي ازدادت سوءا بسبب تسجيل طقس أكثر دفئا وجفافا جراء ظاهرة التغير المناخي، إلى إطلاق نداءات تدعو إلى دمج التقنيات القديمة لإدارة الأراضي، في الجهود الرامية إلى الوقاية من الحرائق.
وكان السكان الأصليون قبل فترة طويلة يشعلون حرائق صغيرة موضعية ويرمون عليها "ناراً باردة" يدويا، ويراقبون النيران عن كثب لضمان إحراق النبتة فقط. وكان يتم التحكم في تلك الحرائق الصغيرة بحيث تتحرك ببطء وتحافظ على ظل الشجرة، ما يفتح طريقا للهروب أمام الحيوانات.
وتساهم هذه الحرائق المعروفة بـ"الحرق الثقافي" في إنشاء ممرات وتعزيز نمو النبات، إضافة إلى التخلص من الغطاء النباتي المتشابك واليابس الذي يعمل كوقود في حرائق الغابات.
Twitter Post
|
(فرانس برس)