اختفى في ظروف غامضة المتحدث باسم "حشد تحرير الموصل"، محمود سورجي، الذي كشف عن دخول القوات التركية إلى العراق، ما أثار أكثر من علامة استفهام حول الجهة التي تقف وراء اعتقاله أو اختطافه.
وقال أحد أقارب سورجي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن المتحدث باسم "حشد الموصل" اختفى بعد يومين على تصريحه بدخول أفواج قتالية إلى الموصل للمساهمة في تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، دون أن يحدد الجهة التي تقف وراء اختفائه واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأضاف أن "سورجي دفع ثمن حديثه عن مساهمة قوات تركية في تحرير الموصل"، وامتنع عن توضيح ما إذا كان قد تم اعتقاله من قبل جهة أمنية أم تعرّض للاختطاف على يد مسلحين مجهولين.
وقالت وكالات أنباء محلية إن سورجي اعتقل بعد ساعات على إقالته من موقعه كمتحدث باسم "حشد الموصل" على خلفية كشفه للتواجد التركي في العراق، الذي أحرج الحكومة العراقية بشكل كبير، كما أشارت إلى حدوث مشادات كلامية بينه وبين قيادات سياسية.
وأكد المحلل السياسي، حسان العيداني، أن المتضرر الأكبر من التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم "حشد الموصل" هي الحكومة العراقية التي وقعت بسببها في حرج كبير لعدة أسباب، أهمها موافقتها السابقة على دخول قوات تركية إلى العراق دون استشارة البرلمان أو الشركاء السياسيين، فضلا عن عجزها عن تنفيذ تهديدها بعد انتهاء المهلة التي منحتها لتركيا لسحب قواتها من شمالي العراق، موضحا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن سورجي لم يرتكب جريمة حتى يُعتقل أو يختطف.
وأشار إلى ثبوت صحة الأنباء التي كشفها باعتراف الحكومتين العراقية والتركية، داعيا الجهات المختصة إلى التحقق من أنباء اعتقاله أو اختفائه وكشف الحقيقية بأسرع وقت ممكن.
وكان سورجي كشف لـ"العربي الجديد"، في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن دخول قوة تركية تحمل إمدادات عسكرية إلى محافظة الموصل، وفقا لاتفاق بين نائب رئيس الجمهورية السابق، أسامة النجيفي، ورئيس الوزراء، حيدر العبادي، على الطلب من تركيا مد يد العون لـ"حشد الموصل" والعشائر.