ويعيش التونسيون هذه الأيام على وقع الأسبوع الثالث والأخير من الحملة الانتخابية البلدية، حيث يتسابق قرابة 50 ألفا و720 مترشحا ينتمون إلى 2176 قائمة في الانتخابات المقبلة، التي ستُجرى في 6 مايو/ أيار، منها 177 قائمة ائتلافية و1099 قائمة حزبية و897 قائمة مستقلة.
ويُجرى التنافس على عضوية المجالس البلدية في 350 دائرة بلدية، من بينها 86 بلدية حديثة العهد، في مقاعد منتخبة تزيد على 7 آلاف مقعد، وعلى 24 مجلسا جهويا (على مستوى المحافظات).
وأدلى أمس الأحد 4492 عسكريا وأمنيا بأصواتهم لأول مرة في تاريخ تونس، بنسبة ناهزت 12 بالمائة من المسجلين، في انتخابات تؤذن بتغيير المشهد السياسي ومنظومة الحكم في البلاد، بتركيز دعائم اللامركزية بالخصوص بعد مصادقة البرلمان على دستور الحكم المحلي (قانون مجلة الجماعات المحلية).
وعرفت البلاد تصاعدا غير مسبوق في وتيرة الحملة الانتخابية بنسق أكبر بكثير من الأسبوعين الأول والثاني، وتفسر المنظمات المختصة بمراقبة الانتخابات على غرار منظمتي "عتيد" و"مراقبون" ذلك باقتراب موعد الحسم، حيث تعول جميع القائمات المترشحة على ما يعلق في ذهن الناخبين في آخر المطاف.
وعرفت الحملة الانتخابية أوجها في نهاية الأسبوع حيث تصاعدت وتيرة التواصل والالتحام بين المترشحين والناخبين خلال عملية الاتصال المباشر عبر توزيع المطويات والمنشورات والتعريف بالبرامج، حيث وجد المترشحون في الأسواق الأسبوعية والفضاءات العامة والمقاهي ملاذا للترويج والتسويق لقائماتهم.
وقالت المسؤولة عن الاتصال والتسويق بـ"الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات" (عتيد)، يسرى الزديني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن وتيرة النسق الانتخابي ارتفعت مقارنة بالأسبوعين السابقين، مشيرة إلى عدة عوامل ساهمت في ارتفاع منسوب الحراك الانتخابي بسبب اقتراب موعد الاقتراع وبسبب عودة النواب والبرلمانيين إلى جهاتهم في إطار أسبوع الجهات الذي انطلق هذا الأسبوع.
ولفتت الزديني إلى أن مصادقة البرلمان على قانون الجماعات المحلية ساهمت في التسويق الانتخابي، إذ يعرف اليوم المترشحون والناخبون ما لهم وما عليهم بعد إقرار صلاحيات المجالس البلدية المنتخبة.
وبينت الزديني أن المنظمة تواصل رصد تجاوزات واختلالات انتخابية في عدد من المحافظات تهم قائمات حزبية وائتلافية ومستقلة، مشيرة إلى أن الاختلالات تتراوح بين استعمال فضاءات لتعليق القوائم الخاصة بالغير أو استعمال أطفال في الحملة أو عبر استغلال فضاءات غير مرخص بها أو بتجاوز القانون خلال الدعاية والتسويق عبر استغلال شعار هيئة الانتخابات.
وتصاعدت وتيرة النشاط الانتخابي في عدد من المحافظات، حيث رصد "العربي الجديد" تنوعا في الأنشطة الترويجية والدعائية عبر توزيع المطويات في الطرقات على المارة والسيارة وكذا "طرق الأبواب" للتعريف بالبرامج.
وتجوّل مراسل "العربي الجديد" في أحياء في العاصمة، لمعاينة السيرورة الانتخابية بين منطقة حي الزهور والسمران بالضاحية الغربية للعاصمة، وفي منطقة العمران الأعلى بالضاحية الشمالية ومنطقة سيدي البشير وباب الفلة. وتميزت الحملة الانتخابية بطابع احتفالي شعبي عمد فيه المترشحون إلى جلب المواطنين عبر مكبرات الصوت وبث الأغاني والموسيقى وعبر العروض الفلكلورية والفنون الاستعراضية وفرق الموسيقى الشعبية.
وبالرغم من وابل الانتقادات، شارك رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، في الحملة الانتخابية لفائدة حزبه "نداء تونس" بمحافظة بنزرت، حيث ظهر الشاهد للمرة الثانية أمس الأحد يتجول في خيمة مخصصة لدعم ومساندة قائمة الحزب الانتخابية بالجهة.
وتتواصل الحملة الانتخابية البلدية إلى غاية الجمعة 4 مايو/ أيار، تلیها فترة صمت انتخابي بیوم واحد، قبل المرور إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 6 مايو/ أيار 2018.