يستمر هبوط أسعار النفط بإلقاء تداعياته على شركات التنقيب والحفر والاستثماري الطاقوي. إذ أعلنت شركة النفط النرويجية إكوينور، اليوم الأربعاء، وقف التنقيب البري في الولايات المتحدة، فيما بقيت أسعار النفط ما دون الـ30 دولاراً، على الرغم من مكاسبها للجلسة الثالثة، اليوم الأربعاء، لترتفع جنباً إلى جنب مع صعود أوسع نطاقاً للأسواق المالية. أما توقعات الأسعار، فلا تزال تشدّ نزولاً.
ومن المتوقع أن تُقرّ الولايات المتحدة حزمة مساعدة ضخمة للتخفيف من التأثير الاقتصادي لوباء فيروس كورونا، ما رفع الخام الأميركي إلى 24.86 دولاراً للبرميل، بارتفاع 85 سنتاً أو ما يعادل 3.5%. وصعد خام برنت 65 سنتاً، أو ما يعادل 2.4 بالمئة إلى 27.80 دولاراً للبرميل.
وتوصل مشرعون أميركيون ومسؤولون في إدارة ترامب إلى اتفاق بشأن مشروع قانون للتحفيز بقيمة تريليوني دولار، من المتوقع أن يُقرّه الكونغرس في وقت لاحق اليوم.
لكن الطلب على المنتجات النفطية، خاصة وقود الطائرات، ينخفض في أنحاء العالم، إذ تعلن المزيد من الحكومات إجراء عمليات عزل على مستوى الدولة لكبح انتشار فيروس كورونا، ما يحدّ من مكاسب أسعار النفط.
وعدّل آي.إن.جي بالخفض اليوم توقعه لسعر خام برنت للربع الثاني من العام إلى 20 دولاراً للبرميل من 33 دولاراً، بسبب صدمة الطلب الناجمة عن تفشي فيروس كورونا والارتفاع المتوقع في الإمدادات من السعودية وروسيا في إبريل نيسان.
وقال محللو البنك في مذكرة: "يواصل الطلب التدهور، إذ تفرض المزيد من الدول عمليات إغلاق وقيوداً أكثر صرامة على السفر".
ونزلت أسعار النفط 45 بالمئة منذ بداية الشهر الجاري، بعد أن أخفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون، من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، في تمديد اتفاق لخفض الإنتاج ودعم الأسعار بعد نهاية مارس/ آذار.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أمس أن مخزونات النفط نزلت 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 مارس/ آذار إلى 451.4 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين، بارتفاعها 2.8 مليون برميل.
وقال معهد البترول إن مخزونات البنزين ونواتج التقطير تراجعت أيضاً الأسبوع الماضي.
وقالت شركة النفط النرويجية إكوينور، اليوم الأربعاء، إنها ستخفض الاستثمارات وأعمال الحفر للتنقيب وتكاليف العمليات في إطار خطة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لمساعدة الشركة على تجاوز أزمة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط.
وأضافت الشركة أنها ستوقف التنقيب البري في الولايات المتحدة، حيث استثمرت مليارات الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية في إنتاج النفط والغاز من التكوينات الصخرية، وأنها ستؤجل الإنتاج إلى فترة لاحقة.
وذكرت إكوينور أن الإجراءات تأتي بعد قرار اتخذته هذا الأسبوع بتعليق برنامج لإعادة شراء الأسهم بقيمة خمسة مليارات دولار على مدى أربع سنوات.
وقال إلدار ساتره، الرئيس التنفيذي للشركة، في بيان: "نتخذ إجراءات في الوقت الحالي لتعزيز متانتنا في هذا الوضع، في ظل انتشار فيروس كورونا وانخفاض أسعار السلع الأولية".
ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها إكوينور، خفض الإنفاق الرأسمالي لعام 2020 إلى نحو 8.5 مليارات دولار، بعدما وضعت هدفاً لها الشهر الماضي، ليراوح بين عشرة و11 مليار دولار.
وسينخفض الإنفاق على التنقيب أيضاً إلى مليار دولار، بعدما خططت الشركة لتنفق 1.4 مليار دولار على التنقيب هذا العام، وستُقلَّص تكاليف التشغيل نحو 700 مليون دولار، مقارنةً بالتقديرات الأصلية.
(رويترز, فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
