وأكد وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، أن "بلاده تترأس القمة العربية ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية، ويهمها الاطلاع على رأي الرئيس محمود عباس والتشاور والتنسيق حول الخطوات المقبلة".
وتأتي زيارة وزير الخارجية الكويتي، للأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت تسعى فيه القيادة الفلسطينية إلى تجميع الجهود العربية واستثمار العلاقات العربية لإنجاح المبادرة السياسية التي يطرحها عباس، بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بسقف زمني، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلّة عام 1967.
وتلعب الكويت دوراً مهماً بسبب ترؤسها الوفد الوزاري العربي لوزراء الخارجية العرب، الذين يعملون على التنسيق والتشاور وحشد دعم دولي لتقديم المبادرة السياسية من خلال مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن.
وأضاف الصباح "سيجتمع رئيس الوفد الوزاري العربي، مع وزراء خارجية كل من مصر والأردن وموريتانيا والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مع عباس، بهدف استثمار وجود 130 رئيس دولة في زمان ومكان واحد للتباحث والتنسيق حول الخطوات المقبلة".
ونقل وزير الخارجية الكويتي رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى عباس، تضمنت تعزيز العلاقات واستعراض كل سبل الارتقاء بها، وتبادل وجهات النظر حول القضايا في المنطقة.
ولفت إلى أن "توقيع الاتفاقات أمر مهم مع الطرف الفلسطيني بهدف توفير مظلة للتعاون في مجالات متعددة، وأيضاً في تشاور وتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين".
من جهته، لفت المالكي إلى أن الحوار بين الجانبين تمحور حول "الترتيبات لانعقاد الجمعية المقبلة في الأمم المتحدة، وفي كيفية الاستفادة من الحضور المكثّف لقيادات وزعماء العالم، بهدف ترجمة ما تم التوافق عليه، في الاجتماع الوزاري".
واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني توقيع السلطة الفلسطينية ودولة الكويت على اتفاقين "أمراً في غاية الأهمية، إذ يتضمن الأول إنشاء لجنة وزارية مشتركة، هدفها البحث في كيفية تعميق العلاقات ومراجعتها باتجاه الأفضل، أما الاتفاق الثاني، فيتلخص بإنشاء مشاورات سياسية بين وزارة خارجية الدولتين".
وأضاف المالكي: "نأمل أن تبدأ مثل هذه المشاورات السياسية قريباً على مستوى وكلاء الوزارات في كل من وزارتي الخارجية في الكويت وفلسطين".
وسبق أن أشار المالكي في تصريحات صحافية صباح اليوم، للإذاعة الرسمية الفلسطينية: "إلى أن الزيارة تتركز على إعادة العلاقات بين فلسطين ودولة الكويت التي تربطنا بها علاقات تاريخية، خصوصاً بعد افتتاح سفارة دولة فلسطين في العاصمة الكويتية أخيراً، من أجل توطيدها وتقويتها من جديد على المستويات كافة".
وتوقّع أن "تستفيد الكويت من الخبرات الفلسطينية وأن يعود الخبراء والخبرات من جديد إلى دولة الكويت في القريب العاجل".
وفيما كانت التوقعات الرسمية الفلسطينية تشير إلى احتمالية الإعلان عن رزمة مالية لدعم دولة فلسطين، غير أنه لم يُعلن عن ذلك رسمياً، ولم تشي التصريحات الصحافية للطرفين بتقديم دعم مالي أو وعود بذلك.
وقدم وزير خارجية الكويت إلى رام الله قبل ظهر اليوم، على متن مروحية أردنية من العاصمة عمان، وزار مدينة القدس، وأدى الصلاة في المسجد الأقصى، وعقد اجتماعاً موسعاً مع الرئيس الفلسطيني في رام الله.
وغادر الصباح والوفد المرافق له رام الله، فور انتهاء المؤتمر الصحافي إلى العاصمة الأردنية عمان على متن مروحية أردنية.
ورحّب مسؤولون فلسطينيون في القدس المحتلة، بزيارة الوفد الكويتي للمسجد الأقصى ولقائه كبار مسؤولي الأوقاف ووزير القدس المحتلة.
ووصف مدير عام أوقاف القدس المحتلة، عزام الخطيب، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، زيارة المسؤول الكويتي بأنّها "مهمة جداً، وحملت نتائج طيبة باعتبارها أول زيارة لمسؤول خليجي للقدس"، متمنياً على جميع وزراء الخارجية العرب القيام بزيارة للقدس والمسجد الأقصى.
وقال الخطيب "تم إطلاع الوزير الضيف على ما يتعرض له الاقصى من اعتداءات إسرائيلية وتدنيس للمقدسات". كما ثمّن مفتي عام القدس والديار الفلسطينية محمد أحمد حسين، زيارة المسؤول الكويتي، واعتبرها رسالة دعم للشعب الفلسطيني.
وتُعدّ زيارة الصباح للأراضي المحتلة، الأولى لمسؤول كويتي منذ عام 1967، تلبية لدعوة وجهها إليه نظيره الفلسطيني، بحسب سفير فلسطين بالكويت، رامي طهبوب.
وفي أبريل/نيسان 2013، افتتحت في الكويت رسمياً سفارة فلسطين، بعد أكثر من 22 عاماً من قطع العلاقات الرسمية الفلسطينية على إثر حرب الخليج الثانية.