لا تبعد مدينة الوكرة كثيرًا عن العاصمة القطرية الدوحة؛ خمسة عشر كيلومترًا صوب جنوبها. وكلتاهما تطل على البحر المسمى بالخليج العربي. للمدن البحرية خصوصيتها المعروفة؛ العلاقة بالماء الأزرق، جزء من التكوين، وطقس يومي للسكان.
في ما مضى، كانت المهنة الرائجة في الوكرة، كما في الخليج العربي، صيد الأسماك وصيد اللؤلؤ. ثمة بعض القطع القديمة، كاللؤلؤ المنثور، متناثرة في متاحف الخليج. تروي تلك القطع، كل ما يتصل بالمهنة الصعبة؛ صيد اللؤلؤ. ومثل أي مهنة أيضًا، سترتبط "أدواتها" بمسميات مخصوصة، لكأن المهنة تولد "معاجم مجنسة". ومن المفردات: الدهو.
وهو اسم المركب الذي يحمل الصيادين وعدّتهم. وقيل إنه أيضًا اسم مركب واحد من أشهر البحّارين: أحمد بن ماجد، الملقب أيضًا بـ"أسد البحار".
لمركب الدهو أشرعة متراكبة، بغية التحكم بالسير في الماء، والوقوف عليه أيضًا، وذلك وفقًا لمتطلبات المهنة ومراحلها؛ اختيار بقعة الصيد، ثم الغوص. وهذه الأخيرة، دونها شهور طويلة في التدريب على حبس النفس واستعمال أدوات بدائية، وتطويع الجسد البشري. أمورٌ مدونة في غير ما كتاب تراثي.
الأشرعة المنسابة، تحتاج إلى دعّامات كثيرة، أمّا "خاتون العمارة" زها حديد، فشهيرة أيضًا بتطويعها للخرسانة والحديد، والإيحاء بأن فيهما صفات اللين الموجودة في مادة البلاستيك مثلًا. كل هذا، ليبدو "السقف الشراعي" وكأنه معلّق، ثمة حلول معمارية لتوفير إطلالة رائعة للمتفرجين وفي كافة المقاعد. وعلى ما يبدو فإن تجربة الوجود في مكان مماثل، تتقاطع أيضًا مع التراث البحري لمنطقة الخليج، من حيث تُستعمل أعمدة وقضبان خشبية، بطريقة تذكّر أيضًا بـ "الدهو".
جوابٌ يشبه عمارتها التي تفرض نفسها في محيط تقليدي، وتبدو في أحايين كثيرة نافرة. ولعلّها تبدو أيضًا منبتة الصلة عن كل ماضِ أو تراث.