لم تمضِ سوى أيام قليلة على الـ100 يوم الأولى من عمر حكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، حتى بدأت ملامح استراتيجيته الأمنية تتكشف للمواطنين، لتكون عبئاً جديداً على عاتقهم، بما يخيّب آمالهم باستراتيجية تراعي أمنهم وتخفف من معاناتهم. الأمر الذي دفعهم إلى انتقادها والتذمّر منها بشكل كبير.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن في بداية تسلّمه المنصب عن استراتيجية أمنية جديدة، تتضمّن رفع بعض الحواجز الأمنيّة من العاصمة بغداد، وبعض المحافظات، والتركيز على العمل الاستخباري. وقال مصدر في قيادة عمليات بغداد، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادة تسلّمت أمراً من القائد العام للقوات المسلّحة، حيدر العبادي، تضمن اتباع استراتيجية أمنية جديدة، تركّز على نقل الحواجز الأمنية، ورفع عدد منها وإقامة أخرى في أماكن غير الأماكن الموجودة فيها حالياً، فضلاً عن الاعتماد على الحواجز المتنقلة والمفاجئة في الطرقات وبشكل مكثّف". وأشار المصدر إلى أنّ "الاستراتيجية الجديدة لم تقلل من عدد الحواجز الأمنية الثابتة، كما زادت عليها حواجز متنقلة تسببت في ازدحامات مرورية كبيرة، أثقلت كاهل المواطنين".
من جهتهم، انتقد عدد من أهالي بغداد الاستراتيجية الأمنية الجديدة، مؤكّدين أنّها "خيّبت آمال المواطنين". وقال المواطن غزوان محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّه "كنا نأمل كمواطنين أن ترفع بعض الحواجز الأمنية التي أذلّت المواطن العراقي، وجعلته ينتظر في كل يوم لساعات طويلة ليصل إلى مكان عمله، لكنّنا فوجئنا باستحداث حواجز جديدة وأخرى متنقلة زادت من معاناتنا بشكل كبير للأسف".
يذكر أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي كان قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن "وصول أجهزة جديدة لكشف المتفجرات، سيتمّ نشرها قريباً في شوارع العاصمة بغداد. لكن حتى الآن لم توزّع تلك الأجهزة، وأنّ الحواجز الأمنية تستمر في استخدام أجهزة السونار القديمة".