من جهةٍ ثانية، نفّذ لاحتلال، اليوم الخميس، سلسلة مداهمات بحق منازل عدة في قرية النصّارية، شمال شرق نابلس، وفتّشها وخرب محتويات كثير منها، واعتقل شاباً من القرية واقتاده إلى جهة مجهولة.
وقال رئيس المجلس القروي في النصّارية، ياسر نايف، لـ"العربي الجديد"، إن عشرات الآليات لقوات الاحتلال برفقة كلاب بوليسية اقتحمت القرية ودهمت العديد من المنازل، وخرّبت بعضها، في وقت لا يتواجد فيه إلا النساء والأطفال الصغار. واستمر الاقتحام نحو أربع ساعات، ما أدى إلى إثارة الرعب والخوف، ثم اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عيسى أسعد كساب (21 عاماً)، واقتادته إلى جهة مجهولة.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال طرقاً زراعية في بلدة إذنا غربي الخليل، وذلك في مناطق محاذية لجدار الفصل العنصري غربي البلدة، وحرمت عشرات المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، وخرّبت غرفة زراعية لأحد المزارعين.
كما استولت قوات الاحتلال على شبكات ريّ من أراضي الفلسطينيين في منطقة البقعة شرقي الخليل، برفقة عناصر من الإدارة المدنية الإسرائيلية وشركة المياه الإسرائيلية "مكيروت" بهدف طرد المزارعين منها، لغرض توسع مستوطنتي "كريات أربع" و"خارصينا" المقامة على أراضي الفلسطينيين، وفق ما أفادت مصادر محلية.
من جهته، أفاد "نادي الأسير" الفلسطيني في الخليل بأن استخبارات الاحتلال المتواجدة على حاجز الظاهرية صادرت، اليوم الخميس، أكثر من أربعين تصريحاً من أهالي الأسرى المتوجهين لزيارة أبنائهم في سجن "ريمون". واعتبر نادي الأسير هذا الإجراء يشكّل إجراءً عقابياً بطريقة جديدة، والهدف منها انتقامي.
الاعتداء على خريشة
في هذه الأثناء، أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات حادث إطلاق النار باتجاه النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، حسن خريشة، اليوم الخميس، أمام منزله في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وقال محافظ طولكرم، اللواء عبد الله كميل، إن "اللجنة تم تشكيلها بمتابعة رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، وبإشراف مباشر من محافظ طولكرم، والتي باشرت عملها بهدف الكشف عن المجرم أو المجرمين الذين قاموا بفعلتهم الشنعاء لتقديمهم للقضاء". وأضاف كميل "إننا عاقدو العزم على اجتثاثهم من أوساط مجتمعنا، ولا يمكن أن تمر هذه الجريمة من دون عقاب".
من جهته، دان رئيس الحكومة الفلسطينية السابق، إسماعيل هنية الحادثة، مؤكداً أن الاعتداءات على القيادات والرموز الوطنيّة هي عمل "ميليشيات مسلحة". واعتبر أن الاعتداء على خريشة، يستوجب تقديم الجناة للعدالة، مشدداً على أنه لا يجوز وطنياً وأخلاقياً الاعتداء على قيادات الشعب الفلسطيني.
وكان خريشة قد تعرض لإطلاق النار من قبل مجهولين، صباح اليوم الخميس، بينما كان يستقل سيارته أمام منزله في مدينة طولكرم، ما أدى إلى كسر زجاج السيارة الخلفي.