أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" ونشرت نتائجه اليوم الثلاثاء أن مخاوف الروس يتصدرها الخوف من فقدان ذويهم والحرب وتعسف السلطة، وتليها الأمراض والفقر واعتداءات المجرمين ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والعودة إلى القمع وتشديد قبضة النظام.
ومع ذلك، قفزت المخاوف من تعسف السلطة وانعدام القانون إلى المرتبة الثالثة (33 في المائة) من المرتبة السابعة (27 في المائة) في استطلاع مماثل أجري في يوليو/ تموز الماضي، بالتزامن مع موجة من الاعتقالات العشوائية والأحكام الفعلية بالسجن تخللت حملة انتخابات مجلس دوما (نواب) موسكو في نهاية الصيف الماضي.
وأوضح نائب مدير مركز "ليفادا"، دينيس فولكوف، أن تزايد المخاوف من تعسف السلطة جاء كرد فعل على إصلاح رفع سن التقاعد وتراجع دخول السكان، بينما وصف المحلل السياسي، قسطنطين كالاتشيف، هذا التغير بأنه "رد فعل ظرفي" على حزم الأجهزة الأمنية خلال احتجاجات موسكو وقضية الصحافي الاستقصائي، إيفان غولونوف، الذي تم تلفيق قضية مخدرات بحقه في بداية الصيف.
وفي أول رد فعل من الكرملين، اعتبر الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن نتائج الاستطلاع "انفعالية وتتطلب تحليلاً أعمق"، مؤكداً أن مثل هذه المنشورات تلفت نظر السلطة الروسية.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية إن "هناك حوادث مثيرة للضجة تترك بصمة انفعالية، فيجب إجراء تحليل أكثر عمقاً"، داعياً إلى الامتناع عن أحكام تعميمية.
يذكر أن انتخابات مجلس دوما موسكو التي أُجرِيت في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي بلا مرشحين عن المعارضة "غير النظامية"، تخللتها احتجاجات واسعة ردت عليها السلطات الروسية بالتضييق على المجتمع المدني وموجة من المحاكمات أسفرت عن إصدار أحكام فعلية بالسجن بحق عدد منهم بتهم "الاعتداء على أفراد الأمن".