تواصل الكويت استعداداتها المتسارعة لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بنسختها الـ 23 والتي ستُجرى، بعد أن قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية والذي استمر لمدة عامين عقب قيام مجلس الأمة (البرلمان) بتعديل قانون النشاط الرياضي ليتوافق مع اللوائح الدولية.
ووافقت دولة قطر والتي كانت الوسيط الرئيسي بين الكويت والاتحاد الدولي لكرة القدم أثناء مفاوضات رفع الإيقاف على نقل البطولة إلى الكويت وهو ما وضع الاتحاد الكويتي أمام تحد حقيقي لاستكمال تحضيرات البطولة في وقت قياسي جداً، بالإضافة إلى القيام بمعسكر داخلي سريع للمنتخب الكويتي ولعب مباراة ودية مع منتخب البحرين، خصوصاً وأن المنتخب عانى من فترة إيقاف طويلة أثرت على مستوى لاعبيه.
وعقدت اللجنة المنظمة للبطولة مؤتمراً صحافياً لتدشين شعار البطولة والذي حمل ألوان الدول المشاركة بالإضافة إلى حمامة سلام، وذلك ترميزاً لمحاولة تجاوز الأزمة السياسية التي تعيشها المنطقة والتي هددت بإلغاء بطولة كأس الخليج على خلفية حصار قطر، وستحمل البطولة عنوان "خليجي للأبد" في إشارة إلى بقاء البطولة الخليجية وعدم تعليقها.
وفي هذا الإطار قال وزير الدولة لشؤون الشباب والرياضة، خالد الروضان، في المؤتمر الصحافي: إن الكويت جاهزة لاستقبال كافة الوفود الخليجية التي ستشارك في البطولة وإن هناك أكثر من 32 لجنة عاملة لتجهيزها بتوجيهات من أمير البلاد الذي طلب بحرص تسهيل كافة الأمور على اللجنة المنظمة وذلك للظهور بمظهر لائق خصوصاً مع ضيق الوقت، حيث إن البطولة ستبدأ في تاريخ 22 ديسمبر.
وقال مدير عام هيئة الرياضة بالإنابة، الدكتور حمود فليطح، لـ"العربي الجديد": إن البطولة ستقام على استاد جابر الدولي وعلى استاد نادي الكويت كما أن الهيئة خصصت 6 ملاعب أخرى للتدريب، وأن المنتخبات الخليجية بدأت بإرسال وفودها والاطلاع على تفاصيل إقامتها في البلاد.
وأضاف حمود فليطح خلال حديثه: "يتم التنسيق مع وزارة الإعلام لاستضافة الصحافيين الخليجيين والعرب الذين يقومون بتغطية البطولة كما أن حقوق نقل البطولة منحت إلى التلفزيون الكويتي وبقية القنوات الخليجية الرسمية والخاصة".
ودخل المنتخب الكويتي في معسكر تدريبي سريع بعد أن استدعى مدرب المنتخب المعار من نادي الجهراء بونياك 24 لاعباً منهم ثلاثة محترفين، هم فهد الأنصاري (نادي الاتحاد السعودي) وفهد الهاجري (الاتفاق السعودي) وسلطان العنزي (الوكرة القطري) ومن المنتظر أن يخوض المنتخب الكويتي ودية واحدة ضد المنتخب البحريني قبل ابتداء البطولة، وذلك للوقوف على العناصر الجاهزة في المنتخب.
وقال عضو الاتحاد الكويتي لكرة القدم، أحمد عجب، لـ"العربي الجديد": إن قرار اختيار بونياك جاء لأنه مدرب له باع طويل في الدوري الكويتي ويعرف اللاعبين جيداً، خصوصاً وأن الفترة التي تم تنظيم البطولة فيها عقب نقلها من قطر كانت قصيرة جداً وغير كافية لجلب مدرب عالمي يعرف اللاعبين.
وستلعب المباراة الافتتاحية في استاد جابر بين منتخبي الكويت المستضيف ومنتخب السعودية الذي فاجأ اللجنة المنظمة وقرر المشاركة بالصف الثاني وعدم إيقاف الدولي السعودي أثناء سير بطولة الخليج وهو ما سبب غضباً لدى الشارع الرياضي الكويتي خصوصاً بعد أن وعد رئيس هيئة الرياضة السعودية، تركي آل شيخ، الأطراف الكويتية بالمشاركة بالمنتخب الأول.
في المقابل يرى مراقبون رياضيون أن خطوة آل الشيخ جاءت عقب قيام الحكومة الكويتية وأعضاء البرلمان والاتحاد الكويتي بالشكر المتكرر لدولة قطر على جهودها في إحياء الوساطة بين الحكومة الكويتية والاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقال لاعب المنتخب الكويتي السابق جمال مبارك: مع احترامي للمنتخب السعودي لكن السبب الأساسي لعدم مشاركة المنتخب في بطولة الخليج هو خوفه من تحمل هزيمة ثقيلة تؤثر عليه في مشاركته في المونديال وهي خطوة غير مبررة وغير مفهومة.
في المقابل صرّح قائد المنتخب الكويتي السابق وحامل آخر بطولة فازت فيها الكويت بكأس الخليج عام 2010 نواف الخالدي، لـ"العربي الجديد": عودة المنتخب الكويتي للعب بعد سنتين من الغياب عن المباريات الدولية نتج عنها ضعف وتكاسل ملحوظ في الدوري المحلي وبقية البطولات بسبب المشاكل التي حصلت بين أقطاب الرياضة الكويتية المتصارعين.
وستكون هذه البطولة سلاحاً ذا حدين، فإما تكون العودة دافعاً مهماً لحث اللاعبين على الفوز بالبطولة أو أن الزخم الإعلامي الهائل في الكويت يصب عليهم ضغوطات كبيرة ويضفي توتراً على أدائهم وهو ما حدث لنا في آخر بطولة خليج استضفناها في الكويت، حيث حققنا المركز القبل الأخير بسبب الضغط الجماهيري.
وزار رئيس مجلس الوزراء، الشيخ جابر المبارك الصباح، ورئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، تدريبات المنتخب الكويتي وطلبوا من اللاعبين عدم الالتفات للضغوط الجماهيرية والسعي لتقديم أداء مشرف في البطولة بغض النظر عن النتيجة.
وفي سياق متصل قالت مصادر في اللجنة المنظمة للبطولة، إن حفل الافتتاح سيكون بسيطاً وخالياً من التعقيدات وبحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، انفانتينو، وعدد كبير من مسؤولي الاتحادات الدولية لكرة القدم، حيث ستقدم الكويت فقرات ولوحات غنائية خلال الافتتاح تشد من أزر الوحدة الخليجية وتطالب السياسيين بإنهاء أزمة حصار قطر.