ولا يخفى أن خروج محجوبي وغريفو من حكومة إدوار فيليب، هدفه تكريس كل الجهود لمعركة "الإخوة الأعداء" حول بلدية باريس، في الوقت الذي استعادت فيه العمدة الحالية، آن هيدالغو، عافيتها، وبعض شعبيتها، وأصبحت الأوفر حظاً لخلافة نفسها.
وكان عضو آخر في حزب "الجمهورية إلى الأمام"، النائب البرلماني والباحث في الرياضيات، سيدريك فيلاني، قد عبّر، أمس، بدوره، عن طموحات مماثلة في هذا الصدد.
ويبدو أن استقالة الوزيرين المنافسَيْن منحت فيلاني، الرئيس السابق للجنة دعم ترشيح هيدالغو، والذي كان يشتكي من أن خصميه يحظيان بتغطية إعلامية أكبر منه، بعضَ القوة، فاعتبر أمام أنصاره، مساء أمس، أن الصراع الآن بين الثلاثة "أصبح على قدم المساواة"، و"على الجميع الدفاع عن أفكاره".
ولا يخفي فيلاني، الذي يبرر ترشحه ضد هيدالغو، بحجم إخفاقاتها والأساليب التي تعتمدها في إدارة المدينة، أنه شخصية غير نمطية، تماماً مثل ماكرون، وهو ما لم يَحُل دون تحقيقه النجاح.
ويرى فيلاني، الحائز على جائزة "وسام فيلدز" المعادلة لجائزة "نوبل"، أنّه يمتلك "بروفايل" قابلاً للتأقلم مع السياسة. ولا يبدي أي قلق من استطلاعات الرأي التي تمنحه نسبة 20 في المائة من الأصوات، بالتساوي مع محجوبي، ولكن بنسبة أقل من المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو، الذي يتصدر بنسبة 22 في المائة.
وسيأخذ حزب ماكرون، بعين الاعتبار في اختياره، من دون شك، المرشح الأقدر على خطف البلدية، وفي الوقت عينه، الأكثر انقياداً وطاعة للرئيس، الحريص على مناقشة كل التفاصيل، كما فعل عند اختيار أسماء قائمة مرشحي حزبه إلى الانتخابات الأوروبية.