انطلق الإحصاء الوطني للسكان في المغرب في بداية سبتمبر/أيلول الجاري، على أن يمتد إلى العشرين منه، وسط جدال حول بعض الآليات والأسئلة المزمع توجيهها إلى السكان، من قبيل الأمهات العازبات واللغة الأمازيغية. وهذا الإحصاء هو السادس في المغرب منذ الاستقلال في العام 1956.
وقد أثارت الاستمارة ، سجالاً حول الغاية من تخصيص فئة "الأمهات العازبات"، بسؤال و"تسجيل معلومات حولهنّ إذا صرّحن تلقائياً بالمعطيات الخاصة في الجزء الخاص بالخصوبة".
بالنسبة إلى الباحثة الاجتماعية، ابتسام العوفير، فإن إحصاء الأمهات العازبات يسهّل على الدولة وضع المخططات التنمويّة التي ترمي إلى تحسين ظروفهن. وأثارت استمارة إحصاء السكان جدالاً أيضاً، بسبب ما قالت منظمات أمازيغيّة إنه إقصاء للغة الأمازيغية واستهداف لحرف "تيفيناغ" الأمازيغي، متهمة الإحصاء الأخير بأنه تعمّد جعل نسبة السكان الأمازيغ أقل من 30 في المئة من عدد سكان المغرب. وطالبت جمعيات أمازيغية عديدة مديرية الإحصاء المكلفة بعملية تعداد سكان البلاد، بإدراج الأمازيغية في خانة اللغات المكتوبة في الاستمارة لإحصاء القادرين والقادرات على التواصل الكتابي والشفهي بدقة أكبر، مع تحديد عدد مستخدمي أكثر من لغة شفاهية.
واعتبرت المنظمات الأمازيغية، أن إحصاء السكان الحالي "عنصري لأنه يقوم على طرح أسئلة تعجيزية، وهو ما دفع مندوبية الإحصاء إلى التراجع عن طرح سؤال حول الكتابة بحرف "تيفيناغ". ويتضمن إحصاء السكان الحالي مواضيع لم يتم التطرق إليها في إحصاء 2004، ومنها إحصاء المشردين والسياح المغاربة والأجانب، واستعمال تكنولوجيات جديدة توفر معطيات جديدة حول الموارد البشرية، وظروف المعيشة والأوضاع البيئية. ويفيد المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، بأن الإحصاء الجديد سيتيح الحصول على معطيات بيئية كمصدر الطاقة المستعملة للطبخ وطريقة التخلص من النفايات المنزلية والمياه المستعملة، ومعطيات حول الرفاه وظروف معيشة السكان.
يضيف، أن إحصاء السكان أيضاً يتيح معرفة درجة الصعوبات الجسدية والذهنية وفق المقاربة الجديدة التي أوصت بها لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة، والتي تعتمد التصنيف الدولي للأداء والإعاقة والصحة الصادر عن منظمة الصحة العالمية.
ويتابع الحليمي، أن الإحصاء يسعى إلى توفير قاعدة معطيات دقيقة لاستثمارها في سياسات عمومية ناجعة.