بينما كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يُلقي كلمة في افتتاح مؤتمر علمي في القاهرة، متحدثاً عن مواجهة الإرهاب، الذي وعد بأن سيناء ستتخلص منه قريباً، دوى انفجار في قلب الإسكندرية، استهدف موكب مدير الأمن في المحافظة الساحلية، اللواء مصطفى النمر، أثناء مروره أمام فندق تابع للقوات المسلحة، ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة 6 آخرين، فيما قتل 4 عسكريين في سيناء، ما يطرح علامات استفهام عدة حول توقيت الاعتداءات والأهداف منها.
وجاء التفجير الذي هزّ منطقة رشدي في الإسكندرية، قبيل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها على مدار ثلاثة أيام، اعتباراً من يوم غد الإثنين، وتعد محسومة سلفاً للرئيس عبد الفتاح السيسي. وذكرت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، أن "عبوة ناسفة زُرعت أسفل إحدى السيارات، وانفجرت على جانب الطريق في شارع المعسكر الروماني، بدائرة قسم شرطة سيدي جابر في مديرية أمن الإسكندرية، بالتزامن مع مرور موكب مدير أمن المحافظة، اللواء مصطفى النمر، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد الشرطة، وإصابة 5 آخرين من القوة المرافقة"، فضلاً عن إصابة أحد عناصر القوات البحرية، صودف وجوده في محيط الفندق العسكري أثناء وقوع الانفجار.
وأشارت وزارة الداخلية، في البيان، إلى انتقال القيادات الأمنية في المحافظة، وقوات الحماية المدنية، إلى موقع الانفجار، لاستكمال إجراءات الوقوف على ظروف وملابسات الحادث، بينما لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير، الذي يأتي مواكباً لخوض الجيش المصري عملية عسكرية ضد تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي، في محافظة شمال سيناء. وأسفر التفجير عن مقتل رقيب الشرطة، علي جلال (45 سنة)، وكان يعمل سائقاً لسيارة حراسة مدير أمن الإسكندرية، الذي لم يتعرض لأي إصابات، فيما كلف النائب العام، المستشار نبيل صادق، فريقاً من نيابتي أمن الدولة العليا وسيدي جابر، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإجراء المعاينة، والانتقال إلى المستشفيات لسماع شهادات المصابين. وفرضت قوات من الجيش والشرطة طوقاً أمنياً موسّعاً حول مكان الانفجار، الذي وقع بمواجهة فندق "رويال توليب" التابع للجيش، في حين تسبب الانفجار في بعض الخسائر المادية في واجهات بعض العقارات والسيارات الموجودة في محل الواقعة. وتحفظت أجهزة الأمن على مجموعة من كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط الحادث، تمهيداً لتفريغها. وشملت قائمة المصابين كلاً من محمود صلاح (مندوب شرطة)، وأحمد حسني (أمين شرطة)، وعبد الله محمد (مجند شرطة)، ومحمد شحاتة (مجند شرطة)، وأحمد علي (مجند شرطة)، من القوة الأمنية المرافقة لمدير الأمن، بالإضافة إلى محمد خميس (قوات بحرية)، الذي صودف وجوده في محيط الفندق العسكري أثناء وقوع الانفجار. ونبهت وزارة الصحة المصرية إلى خطورة حالة أحد المصابين، وبتر قدم آخر، وتعرّض جميع المصابين للشظايا في أماكن متفرقة بالجسم، مشيرة إلى تلقي المصابين العلاج في مستشفى مصطفى كامل العسكري، مع رفع الاستعداد إلى الدرجة القصوى في مختلف مستشفيات المحافظة.
وجاء التفجير عقب زيارة السيسي لإحدى القواعد الجوية في سيناء، أول من أمس، واجتماعه مع بعض ضباط وجنود الجيش والشرطة، من المشاركين في العملية العسكرية الجارية في سيناء. وقال السيسي، خلال الاجتماع، "سنأتي إلى هنا قريباً للاحتفال بالنصر على خوارج هذا العصر... وعقيدة الجيش المصري هي حماية الشعب والوطن، وليس الاعتداء على أحد". ولم يتعرض السيسي صراحة إلى حادث الإسكندرية، غير أنه قال، خلال كلمته في المؤتمر القومي للبحث العلمي، أمس السبت، إن "العملية العسكرية في سيناء حققت نجاحات كبيرة نحو محاصرة الإرهاب، والقضاء عليه"، مضيفاً "لعل الدماء الطاهرة التي سالت من شهداء وأبطال وأبناء مصر تكون لنا نبراساً منيراً، ودافعاً قوياً، لتحقيق ما استشهد هؤلاء من أجله".
وكان تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، قد دعا في إصدار مرئي بعنوان "المجابهة الفاشلة"، أمس السبت، أفراد وضباط الجيش المصري إلى الانشقاق، والانضمام إلى التنظيم، عارضاً مقاطع مصورة قصيرة لضابط منشق، يوجه رسالة إلى زملائه في الجيش والمجندين، في سابقة هي الأولى من نوعها. وبحسب الإصدار، الذي نُشر عبر حسابات مقربّة من "ولاية سيناء"، على موقع "تويتر"، فإن التنظيم تمكّن من تنفيذ هجمات متنوعة ضد قوات الجيش، منها السيطرة على كمائن ومواقع عسكرية في سيناء، ونصب كمائن على الطريق الدولي بين مدينتي العريش وبئر العبد، وقتل عدد من المجندين من الجيش والشرطة، أثناء مرورهم على الحواجز التابعة للتنظيم.