أعلن "المجلس العسكري لعشائر الفلوجة"، الجمعة، عن صدّ حملة عسكرية، هي الأكبر من نوعها منذ أربعة أشهر، نفذها الجيش العراقي لاقتحام المدينة من محاور عدة.
وأكد المجلس أن "المحاولة لن تكون الأخيرة، وجُمعت أدلة لتقديمها للمنظمات الدولية، توضح اشتراك مليشيات مدعومة من إيران في دعم الجيش الحكومي".
وقال عضو المجلس العسكري لعشائر الفلوجة، الشيخ محمد عبد الله المحمدي، لـ"العربي الجديد"، إن "آلاف الجنود من قوات الجيش، معززة بالدبابات والدروع ومروحيات الهليكوبتر، تقدّمت إلى الفلوجة من المحاور الجنوبية والغربية والشرقية، في وقت واحد، بالتزامن مع قصف جوي عنيف، استهدف أحياء المدينة الداخلية، وطال عشرات المنازل والمساجد والدوائر الرسمية".
وأضاف "دارت اشتباكات عنيفة بين ثوار المدينة وتلك القوات استمرت سبع ساعات متواصلة، وأسفرت عن انسحاب الجيش من المحورين الجنوبي والشرقي، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في المحور الغربي، قرب محطة القطار".
وأضاف أن "الثوار كبّدوا الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وقُتل ستة من الثوار وأُصيب 32 آخرون".
وأكد المحمدي أن "المجلس جمع أدلة سيقدمها إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حول استخدام المالكي مليشيات مدعومة من إيران، في تعزيز قوات جيشه، فضلاً عن استخدام البراميل المتفجرة".
من جهته، أفاد مصدر عسكري في الجيش في محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، أن "تحرّك اليوم الجمعة، كان بهدف السيطرة على مناطق أطراف الفلوجة والتمركز فيها، ثم التقدّم بشكل تدريجي إلى وسط الفلوجة".
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "الجيش انسحب بشكل تدريجي من منطقة الالتحام، بناءً على معطيات المعركة، وتم تعزيز مواقعه على بعد عشرة كيلومترات من المدينة".
وأضاف أن "الجيش أوقع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين ومعداتهم، خصوصاً في المحور الغربي، لكنه لم يتحقق أي تقدّم على الأرض".
وفي السياق، أشار أحد أطباء مستشفى الفلوجة، محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المستشفى استقبل حتى الآن 12 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال وخمس نساء، كما أُدخل 39 مدنياً للعلاج في ردهات الطوارئ".
ولفت إلى أن "الجيش قطع جميع شبكات الاتصال والتيار الكهربائي والمياه عن المدينة، قبل الهجوم بساعات قليلة، وهو ما صعّب عملية إخلاء الجرحى أو الوصول إليهم، وكذلك تقديم الرعاية لهم داخل المستشفى".
وخرجت عائلات عدّة، عبر قوارب خشبية في نهر الفرات إلى سامراء، هرباً من القصف.
سياسياً، أعلن أمير "قبائل جميلة" في العراق، الشيخ رافع المشحن، عن عدم استقبال عشائر الأنبار أي وفد سياسي أو حكومي للتباحث في الأزمة الحالية.
وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المالكي نسف جميع الحلول السلمية، ولن نستقبل في مضايفنا أي وفد سياسي أو حكومي بعد الآن".
ودعا الدول العربية إلى التدخل السريع، لإيقاف ما وصفه بـ"جرائم إبادة تنفذها القوات الحكومية في الفلوجة وضواحيها".