لقي العقيد آمر محور بنينا، بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، موسى العوامي، مصرعه إضافةً لعددٍ من الجنود، عقب هجوم مفاجئ، شنته قوة مما يعرف بقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، وذلك بعد اشتباك مسلّح تمكنت خلاله قوات مجلس شورى الثوار، من الوصول حتى كوبري بنينا الثاني، القريب من مطار وقاعدة بنينا.
كما اندلعت اشتباكات في منطقة الصابري، أسفرت عن مقتل ستة من جنود الكتيبة 155 القادمة من المرج، والموالية لقوات "اللواء المتقاعد حفتر"، ولقي ثلاثة منهم مصرعهم، في شوارع حي العلوة، وثلاثة آخرون قتلوا في محيط مدرسة فلسطين، ما أجبر قوات حفتر على التراجع إلى منطقة اللثامة.
إلى ذلك، أطلقت قوات تابعة لحفتر، عدداً من القذائف المدفعية، وقذائف الدبابات بشكل عشوائي، على بيوت مدنيين في منطقة الصابري، ما أدى إلى إحداث أضرار بليغة بالمنازل والسيارات.
بدورها، حذّرت مصادر في مجلس شورى ثوار بنغازي، أهالي منطقة الصابري، من الانسياق وراء الدعوات التي أطلقتها قوات حفتر، التي دعت فيها الأهالي للعودة إلى منطقتهم، مؤكدةً أنّ الوضع مازال تحت سيطرة قوات مجلس شورى الثوار.
وفي هذا السياق، نشبت اشتباكات مسلّحة في وقتٍ متأخّر من ليل الإثنين، في محور أبوهادي، بين قوات تابعة لمجلس شورى الثوار، ومدنيين مسلّحين تابعين لحفتر "صحوات"، يساندهم عسكريون، وقد سمعت نداءاتهم عبر اللاسلكي وهم يطالبون بتدخّل الطيران لضرب القوات المهاجمة.
هذا وقد أكّد شهود عيان سيطرة قوات تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي، على شارع عبد المنعم رياض، ومبنى الدعوة الإسلامية، تمهيداً للسيطرة على كوبري وميناء جليانة.
من جهةٍ أخرى، ذكر الناطق الرسمي باسم مجلس الدفاع الأعلى التابع لحكومة الإنقاذ الوطني، محمد عبد الكافي، في مؤتمرٍ صحافي، عقده في ساعةٍ متأخرة من ليلة الإثنين، أنّ قوات رئاسة الأركان العامة الليبية، وقوات الثوار المنضوية تحت رئاسة الأركان، تسيطر على طول الطريق الساحلي من العاصمة طرابلس وحتى رأس اجدير عند الحدود الليبية التونسية.
وأضاف عبد الكافي، أنّ قوات عملية الشروق المكلفة بموجب القرار 42 الصادر عن القائد الأعلى للقوات المسلحة نوري بوسهمين والقاضي بتحرير الموانئ والحقول النفطية من سيطرة ما أسماه "العصابات الخارجة عن القانون".
وطلب الناطق باسم المجلس الأعلى للدفاع، من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تسليم نفسه للسلطات الليبية، هو وجميع المتورطين معه في العملية الانقلابية، منبها إياهم بأنهم ما عادوا يملكون زمام المبادرة على الأرض.
ووعد عبد الكافي الدول الإقليمية ودول الجوار بحسن المعاملة على أسس المساواة واحترام كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ميدانياً، ما زالت الاشتباكات مندلعة بين القوات المكلفة بتحرير الموانئ النفطية، بقرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتلك التابعة لحرس المنشآت النفطية الموالية لحفتر، على بعد كيلومتر واحد، من ميناء السدرة الذي تتحصّن به قوات الجضران.
وبحسب مصادر عسكرية، فإنّ عملية السيطرة على ميناءي السدرة، ورأس لانوف، تحتاج إلى حصارهما، وقطع خطوط الإمداد عنهما، وأنّ عملية اقتحامهما ستسبّب شلّ حركة الميناءين اللذين أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية خضوعهما لحالة القوة القاهرة، وتوقف ضخ النفط من خلالهما تدريجيا.