كلاب سائبة تعتدي على التونسيين: 240 إصابة

تونس

آدم يوسف

avata
آدم يوسف
09 يوليو 2019
F470B36D-5CA7-4936-B280-D507AF3335E7
+ الخط -
أثار انتشار الكلاب السائبة في تونس، مخاوف التونسيين من تسببها بتفشي الأوبئة ونقل الأمراض المعدية إلى جانب تزايد حوادث اعتدائها على المارّة، إلا أنّ منظمات مدنية ترفض قتل الكلاب الضالّة التي تعجز السلطات عن تعقيمها.

وقال محافظ تونس الشاذلي بوعلاق، في تصريح صحافي اليوم الإثنين، إن ظاهرة الكلاب السائبة من بين الأولويات التي بحث فيها مجلس الأمن الجهوي بتونس، نظراً لزيادة الشكاوى الواردة من السكان والمواطنين، مشيراً إلى أن القضاء على الكلاب السائبة عبر القنص بالذخيرة من قبل وحدات الشرطة البلدية، الذي توقف منذ عام 2011 وحتى 2015، سيستأنف تدريجياً في مختلف الدوائر البلدية، وتم تخصيص موازنات إضافية لذلك.

وأضاف بوعلاق أن الكلاب السائبة تتكاثر بأعداد كبيرة، مشيراً إلى أن بلدية تونس نجحت في تجربة التعقيم، لكن نتائجها ستتحقق على المدى المتوسط والبعيد إلى جانب تكاليفها الكبيرة على موازنات البلدية، التي تعرف صعوبات مالية. ولفت بوعلاق إلى التوجه نحو تعزيز موازنات الدوائر البلدية بتونس، للقيام بحملات التعقيم للحدّ من انتشار الكلاب وتكاثرها.

وقالت لمياء الشريف، والدة الطفل بدر (8 سنوات) الذي تعرض لهجوم من كلب خلال عودته من المدرسة، بأن طفلها أصيب برهاب الكلاب منذ الحادثة التي جدّت قرب مدرسته الابتدائية بحيّ معقل الزعيم في العاصمة، مشيرة إلى أن الطبيب النفسي أعلمها بأنه أصيب بمرض فوبيا الحيوان، بسبب تداعيات صدمته بعد أن هاجمه أحد الكلاب الضالة ونهش ساقه اليمنى حتى سالت دماؤه.

وأضافت في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنه لولا تدخل المارّة لربما تمكن الكلب السائب من بقر بطنه أو تشويه وجهه أو قطع أحد أطرافه، مشيرة إلى أنها حملت ابنها على جناح السرعة إلى مركز التلقيح في باستور، حيث طمأنوها إلى عدم إصابته بداء الكلب بعد أن ضمدوا جراحه وأعطوه التطعيم والأدوية المناسبة.

وقالت الشريف: "هذه الكلاب السائبة تتغذى من أكوام الفضلات التي تتقاعس البلدية في نقلها، إلى جانب تكاثرها في حديقة القرجاني على مقربة من مدرسة ابني، وتجولها أمام الدائرة البلدية في سيدي البشير دون أن يحرك المسؤولون ساكناً".

وأضافت الشريف أنها سجلت شكاوى عديدة تطالب بالتخلص من هذه الكلاب لكن دون جدوى، مشيرة إلى أن الكلاب تتنقل طليقة في شوارع باب جديد وباب منارة، وعلى مقربة من منزلها في وقت يتواصل هلع الأهالي في غياب كامل للسلطات.


جمعيات الرفق بالحيوان

وترفض جمعيات الرفق بالحيوان بتونس حملات القضاء على الكلاب السائبة، مشيرة إلى أن هذه الممارسات غير إنسانية ووحشية وإن الدولة مطالبة بالحفاظ وحماية الثروة الحيوانية واللجوء إلى حلول أخرى غير القتل، على غرار التعقيم وتجميع الحيوانات الضالّة في مآوٍ ومقارّ مخصصة لها.

وقالت رئيسة جمعية حماية الحيوانات الضالّة بتونس سارة العجيمي، لـ"العربي الجديد"، "إن مقر الجمعية يأوي 200 كلباً ضالاً و100 قط مشرد، ويتم العناية بهم من خلال طاقم عمال يسهرون على خدمتهم". ودعت الدولة إلى العناية بالحيوانات ودعم المنظمات والجمعيات التي تعنى بالحيوانات الضالّة، مشيرة إلى أهمية زرع ثقافة الرفق بالحيوان من خلال زيارة هذا الملجأ حتى يتربى الناشئة على حب الحيوان والرفق به.

وأشارت العجيمي إلى الصعوبات التي تعترض عمل الجمعية، من بينها عدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة من الكلاب الضالة، لافتة إلى تلقيها اتصالات دائمة من المواطنين للإبلاغ عن الحيوانات السائبة، فتتدخل الجمعية بإمكانياتها لإيوائها وحمايتها.

وتشير الأرقام الرسميّة إلى أن مصالح الشرطة البلدية قتلت بالقنص ما يناهز 40 ألف كلب ضالّ العام الماضي، إلى جانب قنصها حيوانات أخرى سائبة على غرار الخنازير في بعض المناطق الغابيّة والجبلية.

وتذكر التقارير الإعلامية تسجيل أكثر من 240 إصابة حيوانية بداء الكلب، في حين يبلغ عدد التونسيين الذين تلقوا العلاج الوقائي ضد داء الكلب، إثر التعرض لمهاجمة حيوان مشبوه عام 2018 قرابة 50 ألف شخص مقابل 47 ألفاً عام 2017، ويمثل الأطفال النسبة الكبرى من المستهدفين بنسبة تقدر بنحو 40 بالمائة بحسب جمعيات ناشطة في المجال الصحّي.

ويصنف داء الكلب كمرض قاتل، ويمكن تلافيه في حال توفر طرق الوقاية اللازمة. وشهدت تونس حوادث وفيات بسبب إصابات بداء الكلب، عرفت منهما حالتان عام 2017 وأربع وفيات عام 2016 وست عام 2015، نقل إليهم الوباء بسبب عضة كلب.


وأكدت وزارة الصحة في بلاغ "أن اللقاح ضد داء الكلب مجاني ومتوفر في جميع الهياكل الصحية المخصصة لذلك". وجددت الدعوة لكل مواطن تعرض لعضة أو خدش أو لحس على جرح مفتوح من حيوان مشبوه، الإسراع بغسل مكان الإصابة وتطهيره بالماء والصابون، والتوجه فوراً إلى أقرب مركز صحّي مخصص لمكافحة داء الكلب، لتلقي اللقاح والأمصال مجاناً. ونبهت إلى ضرورة الحرص على احترام الجرعات الضرورية من العلاج. وأوصت المواطنين باليقظة المتواصلة تجاه هذه الظاهرة الخطيرة بالإقبال على تلقيح الكلاب سنوياً، وحسن التصرف في الفضلات المنزلية لتفادي تكاثر الكلاب السائبة حولها.

وتنصح المصالح الصحية بتونس بضرورة التوجه بأقصى سرعة ممكنة لمراكز مكافحة داء الكلب البالغ عددها 206 مراكز، موزعة على محافظات البلاد لتلقي العلاج المجاني في حالة الإصابة بداء الكلب أو التعرض لهجوم من حيوان.
دلالات

ذات صلة

الصورة
طفلة جريحة في دير البلح - وسط قطاع غزة - 6 سبتمبر 2024 (إبراهيم نوفل/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ 25% من جرحى غزة على الأقل، الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم".
الصورة
جنى ياسين

مجتمع

تمسك الطفلة الفلسطينية جنى ياسين (13 عاماً) مجموعة من الألوان وترسم صورة فتاة صغيرة دون ساق، بعد بتر ساقها جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً جنوب مدينة غزة.
الصورة

مجتمع

أصيب 30 شخصاً، بينهم 4 في حالة حرجة، يوم الأربعاء، إثر اندلاع حريق هائل في مركز تجاري وسط مدينة مطروح، شمال غربي مصر، ناجم عن ماسي كهربائي.
الصورة

مجتمع

كشفت وزارة الصحة العراقية عن تسجيل 30 إصابة بالحمى النزفية، ضمنها 7 حالات وفاة، خلال الأشهر الأربعة من العام الحالي، ما يؤكد أن البلاد لم تتخلص من المرض، وسط إهمال واضح للإجراءات الوقائية.
المساهمون