دعا عشرات الفلسطينيين إلى المشاركة في وقفة احتجاجية، اليوم الاثنين، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غرب مدينة غزة، تضامناً مع الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ورفضاً لسياسة الاعتقالات المتصاعدة في مدن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة.
وطالب المشاركون في الوقفة بالضغط على الاحتلال للإفراج عن مئات المواطنين الذين اعتقلهم، خلال الأيام الماضية، بشكل همجي سواء من بيوتهم، أو على الحواجز العسكرية، ونقاط التماس، مشددين، في الوقت ذاته، على أهمية جعل التضامن مع الأسرى حدثاً مستمراً وليس موجة عابرة.
ورفع المحتجون، الذين جاؤوا بدعوة من القوى الوطنية، والإسلامية في غزة، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها عبارات تساند الأسرى، وتستنكر سياسات الاحتلال، مثل "شعبنا موحد نحو الحرية والاستقلال"، "الهبة الشعبية يجب أن تتواصل حتى الإفراج عن الأسرى"، "لا لجرائم الاحتلال بحق الأسرى والقدس".
وذكر أحد المتضامنين مع الأسرى، يدعى عدنان هنية لـ "العربي الجديد"، أنّ الاحتلال يتعمد زيادة معاناة الأسرى، والتنكيل بهم بمختلف الوسائل المحرمة دولياً، مناشداً المؤسسات الدولية والحقوقية بالخروج عن صمتهم والدفاع عن الأسرى الفلسطينيين.
وبين الأسير المحرر، أيمن الشراونة، لـ "العربي الجديد"، أنّ الاحتلال نفذ، منذ نهاية الشهر الماضي، حملات اعتقال عشوائية عدة طاولت مختلف الفئات العمرية، ومن بينهم أطفال، وذلك في انتهاك صارخ للأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان.
وطالب الشروانة بتفعيل وسائل ضغط جديدة تناصر قضية الأسرى، وتزيد من رقعة التضامن معهم سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، مشيراً إلى أنّ الاعتداءات على الأسرى ستتصاعد كلما زادت الهبّة الشعبية داخل مدن الضفة.
وذكرت إحصائيات غير رسمية أنّ عدد الأسرى الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال، منذ مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وصل إلى قرابة 700 أسير من مختلف مدن الضفة المحتلة التي تشتعل فيها المواجهات، ومن بين المعتقلين أطفال ونساء وكذلك جرحى.
بدوره، حذّر مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، توفيق أبو نعيم، من استشهاد الأسير الفلسطيني فادي الدربي في أي لحظة نتيجة تدهور وضعه الصحي بشكل حاد، بعدما أصيب بنزيف داخلي في الدماغ، تطلب نقله من سجن "رامون" إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.
وقال أبو نعيم لـ"العربي الجديد" إن الأسير الدربي، هو من سكان مدينة جنين شمال الضفة الغربية، يعاني منذ أشهر من سياسة الإهمال الطبي المتعمد، موضحاً أن الدربي يعد نموذجاً لعشرات الأسرى المرضى الذين أصبحت حياتهم مهددة بالخطر الشديد، بسبب عدم تقديم العلاج المناسب لهم.
ويتعرض الأسرى الفلسطينيون لسلسلة من الانتهاكات والإجراءات القمعية على أيادي السجانين الإسرائيليين، كالحرمان من الزيارة وفرض الغرامات المالية، والتفتيش التعسفي في جنح الليل والمنع من إكمال التعليم، وكذلك الإهمال الطبي، بجانب التنقلات المستمرة للأسرى بين السجون.اقرأ أيضاً: استشهاد شاب فلسطيني بالقدس بادعاء محاولته تنفيذ عملية طعن