ويأتي الاعتصام، كما يقول منظّموه، لفضح بربرية النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين ومليشياته المتطرفة، الذين يُخضعون وادي بردى لشتى أنواع القصف بالنابالم والبراميل المتفجرة، والتي تسببت في تدمير البنى التحتية للمجتمع المدني وخاصة مياه الشرب، كما يحصل في عين الفيجة التي استهدفها النظام السوري ببراميل متفجرة.
وشهد الاعتصام حضورا كثيفاً للسوريين ولبعض الفرنسيين والعرب، أكّد فيه الحاضرون مواصلة تأييدهم الثورة السورية حتى التخلص من الأسد وأعوانه، رغم كل التضحيات والآلام التي دفعها الشعب السوري ولا يزال، منذ ما يقرب من ست سنوات.
وتضمن الاعتصام كلمة للمعارضة الإيرانية، دانت همجية النظام السوري ودانت العدو المشترك، المتمثل في نظام الملالي الإيراني ومليشياته الإرهابية، وعلى رأسها فيلق القدس و"حزب الله". وأعلنت المعارضة الإيرانية عن دعمها القوي لوقف إطلاق نار حقيقي في عموم سورية، مؤكدة أنه لا يجب أن يشارك النظام الإيراني بأي حال من الأحوال في أي تسوية قادمة في سورية.
وألقى مسؤول جمعية "مدينة" (Medina) التي تُعنى بتقديم المساعدة للنساء والأطفال في ضواحي حلب، كلود ماريل، كلمة دان فيها حرب الإبادة التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري، والتي لا تستثني أحدا، بما في ذلك الطواقم الطبية والمستشفيات وحضانة الأطفال، وذكّر بالخسائر التي تعرضت لها جمعيته، مشيراً إلى أنّ الجمعية استعادت عافيتها وهي حاضرة في سورية.
أما ألبرت هيرسكوفيتش، رئيس جمعية ميموريال 98، التي تكافح ضد العنصرية ومعاداة السامية، فقد عبّر عن استنكاره لتصريحات مثيرة للنائب مارياني، المقرب من مرشح حزب "الجمهوريون"، فرانسوا فيون، قبل أيام لقناة إخبارية فرنسية، بعد عودته من لقاء مع الأسد. فقد اعتبر أنّ مقتل 35 ألف شخص في حلب محزن (تماماً مثلما قال الأسد)، لكنه ليس بالكارثة الكبيرة، لأن ما حدث في حلب، كما يرى، لا يعادل سوى مقاطعتين اثنتين في العاصمة باريس. وختم ساخراً، بأن "مارياني هو نائب برلماني عن مدينة أورانج، التي يبلغ سكانها 35 ألف نسمة، إذن فهو لا يُمانع في تصفيتهم".
وتحدّث متدخلون آخرون، سوريون وعرب، للتنديد بما يجري في سورية، من تواصل التقتيل ومن المزاعم الكاذبة عن وقف لإطلاق النار، وأيضا لمناشدة أصدقاء الثورة السورية، في مواصلة دعم الثورة حتى تنجح في إسقاط الاستبداد في سورية، وتشييد بلد ديمقراطي وتعددي، لجميع مكونات الشعب ولكل المواطنين.