طلبت غالبية أعضاء المجلس البلدي لبلدية بيروت، في جلستها اليوم الخميس، دراسة الملاحظات حول ملف إنشاء محرقة نفايات في بيروت، ولم يتم التطرق في الجلسة إلى دفتر شروط المحرقة، بعدما كان من المقرّر أن يصوّت المجلس عليه اليوم.
وبعد انتهاء جلسة المجلس البلدي، قال عضو المجلس البلدي راغب حداد (حزب القوات اللبنانية) لـ"العربي الجديد"، إن "أكثرية أعضاء المجلس البلدي كانوا إما مع إنشاء المحرقة ولكن ضد تثبيتها في منطقة الكرنتينا، أو ضد المحرقة بشكل قطعي، أو ضد تمريرها بلا دراسة. وبما أن المعارضين باتوا كُثراً، أُجّل البت في ملف المحرقة إلى موعد يُحدد لاحقاً".
وأقيمت جلسة المجلس البلدي على وقع هتافات عشرات الناشطين الرافضين لإنشاء محرقة نفايات في بيروت، والذين تجمعوا أمام المبنى البلدي، في وسط بيروت، بالتزامن مع انعقاد الجلسة وفي ظل حضور أمني كثيف.
وبدأ الناشطون المدنيون و"حزب سبعة" و"مجموعة صح" و"حزب الحوار الوطني" وغيرهم بحشد عناصرهم قبيل انعقاد جلسة المجلس البلدي، حيث صدح النشيد الوطني اللبناني، كما حضرت فرقة موسيقية إلى الساحة قرب البلدية لتعزف "نشيد الموت".
وحمل المشاركون تابوتاً وضعت فيه كلمة بيروت في صورة تعبيرية عن مأتم الموت الجماعي المتوقع للمدينة في حال أقرّت المحرقة. وانضم للاعتصام النواب بولا يعقوبيان، ونديم الجميل، وإلياس حنكش، الذين أكدوا رفضهم قيام محرقة نفايات في بيروت.
وقال حنكش لـ"العربي الجديد"، إن "صحة أولادنا تأتي أولاً"، وإن "ضغط الناس حقيقي وهو المؤثر الأكبر والأهم في صد مشروع المحارق في بيروت"، مؤكداً أن "حزب الكتائب اللبنانية يرفض المحرقة في أكثر مناطق بيروت اكتظاظاً".
وأوضحت الناشطة البيئية من "ائتلاف إدارة النفايات" و"بيروت مدينتي" ناهدة الخليل لـ"العربي الجديد"، أنه: "طرحنا البديل في الائتلاف وقدمه خبراؤنا للمسؤولين. لا نعترض بهدف الاعتراض فقط. قمنا بتجربة الفرز وكانت تجربة إيجابية طرحت نموذجاً لحي مستدام في حي البطركية في منطقة زقاق البلاط في بيروت عملنا فيها لمدة تسعة شهور ونجحت. إن المحرقة لا تخدم المصلحة العامة لا اقتصادياً ولا اجتماعياً ولا بيئياً. لا طاقة حرارية في نفاياتنا. ستون في المائة من نفاياتنا من الممكن أن تحوّل إلى سماد. فلماذا لا نستفيد منها؟".
وأشار وسام بيضون، وهو أحد المتظاهرين من قبل "مجموعة صح"، لـ"العربي الجديد" إنه انضم للتظاهرة لأنه يريد حلاً بيئياً متكاملاً يبدأ بفرز وتدوير وتسبيخ النفايات، بينما يشرح علاء عرقجي من "حزب الحوار الوطني" أن "صحة البيارتة خط أحمر. وصوتنا في داخل بلدية بيروت عبر ممثلة الحزب هدى قصقص لن يساوم على مطالب الناس".
ولفت علاء حسين، أحد مناصري حزب سبعة، والذي حضر من طرابلس (شمال) إلى أنه جاء ليساند أهل بيروت في وجه صفقة المحرقة التي تحوم شكوك حولها "فتكلفة المحرقة الواحدة عالمياً لا تتجاوز الـ200 مليون دولار، أما المطروح على الطاولة هو كلفة 365 مليون دولار، كفاهم نهباً لأموال الشعب. لا للمحارق في بيروت وخارجها".
من جهتها، قالت أمينة عام "حزب سبعة" غادة عيد لـ"العربي الجديد": "أثبتنا اليوم أننا قادرون على الوقوف بوجه الصفقة الكبرى التي أرادوا أن يتجاوزوا من خلالها صحة الناس. وكما منعنا في السابق إقرار دفتر الشروط نجحنا مجدداً في حث ضمائر عدد كبير من أعضاء المجلس البلدي للوقوف في وجه إصرار رئيس بلديتهم جمال عيتاني على الإيحاء بأن الحل الذي يقترحه لا تشوبه شائبة، فيما هو يرفض آراء أهل العلم والاختصاص والمناظرة العلنية التي دعوناه إليها منذ سنة".
وفي السياق نفسه، وجّه عدد من مديري مدارس بيروت الإنجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية كتاباً إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ومحافظ بيروت زياد شبيب، ورئيس المجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني وأعضاء المجلس البلدي، في مبادرة لعدم إقامة محرقة النفايات في بيروت.
وجاء في الكتاب: "نحن الموقعين أدناه، مديرو المدارس في بيروت، نتوجه إلى قلوبكم وضمائركم، طالبين إليكم وقف مشروع إقامة محرقة للنفايات في مدينة بيروت، حفاظاً على الصحة العامة، وخصوصا صحة أطفالنا". ودعوا إلى عدم اعتماد خيار المحارق في لبنان عموماً، لأن هذا الحل، ورغم اعتماده في دول مختلفة، لا يناسب لبنان.