اعتقلت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، نحو عشرة أشخاص في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما اعتقلت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مجموعة من الأشخاص في عملية شنتها في مخيم للنازحين ببلدة الشحيل في ريف دير الزور، شرق سورية.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري داهمت بلدات عين ترما وزملكا وعربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، واعتقلت قرابة عشرة أشخاص، موضحة أنها استهدفت عاملين سابقين ضمن الكوادر الطبية في البلدات الثلاث كانوا قد أجروا مصالحة وتسوية مع النظام، بهدف البقاء في المنطقة وعدم الخروج إلى الشمال السوري ضمن قوافل التهجير.
وكانت قوات النظام قد سيطرت في مارس/آذار عام 2018 على تلك القرى عقب عمليات عسكرية أسفرت عن تهجير آلاف المدنيين والعسكريين المعارضين للنظام والرافضين للبقاء تحت سلطته.
ووفق المصادر ذاتها، فإن عملية الاعتقال ليست الأولى من نوعها، مشيرة إلى أنها مرتبطة بالهجمات الكيميائية التي نفذها النظام على الغوطة، حيث يحاول الأخير إخفاء أي دليل قد يؤدي إلى إدانته في المحاكم الدولية.
وكان النظام السوري قد وضع في وقت سابق مجموعة من الأطباء والممرضين تحت الإقامة الجبرية بهدف إجبارهم على الشهادة لصالحه أمام لجان التفتيش التابعة للمحكمة الجنائية الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
واعتقل النظام السوري في أوقات سابقة عشرات الأشخاص في الغوطة الشرقية ممن أجروا تسويات ومصالحات، وذلك بهدف التجنيد الإجباري ضمن صفوفه.
ووفق المصادر، تخضع الغوطة الشرقية في الوقت الحالي لسلطة الشرطة العسكرية الروسية ومخابرات النظام التابعة لـ"الحرس الجمهوري"، مشيرة إلى أن روسيا تحاول أيضا تبرئة النظام من هجمات الكيميائي التي شنها على الغوطة خلال العمليات العسكرية التي جرت بدعم روسي.
من جانب آخر، تحدثت مصادر مقربة من "قسد" عن قيام المليشيا، مدعومة بالتحالف الدولي، بعملية اعتقال طاولت أربعة أشخاص في مخيم للنازحين ببلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي.
وقالت المصادر إن المعتقلين نازحون من ريف حماة ولم تعرف الأسباب التي دعت إلى اعتقالهم، وذلك بعد يوم واحد من تنفيذ عملية اعتقال في المنطقة طاولت كذلك نازحين بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي غضون ذلك، قتل عنصر من "قسد" وأصيب آخرون بجراح، بينهم مدنيون، جراء تفجير نفذه انتحاري بدورية للمليشيا في بلدة الشعفة، شرقي دير الزور.
وكانت "قسد" قد اعتقلت، أمس، مجموعة من النازحين بعد مداهمة مدرسة الحوايج في بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، وتمت تلك العملية أيضا بدعم من طائرات التحالف الدولي ضد "داعش"، وبالتزامن مع عملية اعتقال ودهم في مدينة البصيرة.
وكانت "قسد" قد شنت، أمس أيضاً، حملة اعتقالات في قرية الجرنية، غرب مدينة الرقة، وذلك بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، ونقلت المعتقلين إلى معسكر التجنيد التابع لها في منطقة الكرين، غرب مدينة الطبقة.
يذكر أن "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، تشن بشكل شبه يومي حملات اعتقال مماثلة في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها بمحافظات حلب والرقة والحسكة.