وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، في بيان صحافي، إنه "تمّ إلقاء القبض على مالكي الجزيرة السياحية الرئيسيين، عبيد إبراهيم علي ونجله ريان عبيد إبراهيم".
وأوضح رسول أنّ عملية القبض تمّت بالتنسيق مع إقليم كردستان، حيث أنّ القبض عليهما تمّ من قبل جهاز مكافحة الجريمة في أربيل".
وكان "العربي الجديد" قد نشر، أول أمس الخميس، وثيقة قبض بحق عبيد إبراهيم علي، صادرة عام 2017، بتهمة الإرهاب، بينما كشفت مصادر أنّ قياديا في مليشيا "العصائب" إحدى فصائل "الحشد الشعبي" يدعى حيدر الساعدي، كان يحصل على نسبة 30 بالمائة من أرباح الجزيرة، مقابل تجميد وثيقة القبض وحماية صاحب الجزيرة من الاعتقال.
وطالبت جهات سياسية موصلية، بتوسيع التحقيق في ملف العبّارة، وعدم تسييسه وفقا لأجندات خاصة.
وقال عضو تحالف الإصلاح عن المحافظة، ماجد الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اعتقال صاحب العبارة لا يعني انتهاء هذا الملف، بل إنّ عملية الاعتقال بحد ذاتها تطرح تساؤلات عن سبب عدم تفعيل مذكرة الاعتقال بحقه منذ العام 2017"، مبينا أن "هناك حراكا واضحا لتسييس القضية، وهناك جهات مستفيدة وشريكة بهذه الجريمة يجب أن تحاسب".
وأكد الشمري أنّ "على الحكومة ورئيسها عادل عبد المهدي متابعة هذا الملف بشكل مباشر، كونه استهانة بأرواح المواطنين، وفي حال عدم محاسبة المسؤول الحقيقي عن الكارثة، فإنّ ذاك يعني أنّ فواجع أخرى ستقع بالمحافظة".
وأحبطت مجريات الحراك الحكومي لمحاسبة المتورطين بفاجعة العبّارة، مسؤولي المحافظة وسياسييها، والذين استغربوا عدم وجود أي حراك عملي لوضع حدٍّ للفساد بالموصل.
وقال النائب عن المحافظة نايف الشمري، في تصريح متلفز: "كنّا نتوقع أن تحفز فاجعة العبارة الحراك للقضاء على الفاسدين، وأن ينطلق المجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي يرأسه رئيس الحكومة، وأن يحضر إلى الموصل ويبدأ تحقيقاته مع الدوائر والمسؤولين"، مؤكدا "لم نر أحدا من هذا المجلس في المحافظة رغم الفاجعة الكبيرة".
وأضاف: "كنّا نأمل بأن يكون بعد فاجعة العبّارة، تحقيق مع جميع دوائر المحافظة ويكون هناك حراك نحو القضاء على الفساد"، داعيا المجلس إلى أن "يأتي إلى المحافظة ويباشر عمله فيها، ويحقق بجميع المشاريع والإحالات والمزايدات وملفات الفساد".
ويوم 21 مارس/آذار الجاري، غرقت عبّارة كانت تقل عائلات إلى موقع ترفيهي على جزيرة في نهر دجلة، في الموصل عاصمة محافظة نينوى شمالي العراق، وهي تحمل أضعاف طاقتها من الركاب، ما أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل. بينما ما تزال عمليات البحث مستمرة عن أكثر من 60 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين.