وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الوطني الجزائرية بأنّ وحدة من الجيش أوقفت مهاجرين غير شرعيين من جنسيات أفريقية، في كلّ من تلمسان وعين تموشنت وغليزان، في غرب الجزائر، والوادي وغرداية وتمنراست، في جنوب البلاد. ولفت إلى أنّ المهاجرين الأفارقة سوف يحالون للعدالة بعد التثبت من هوياتهم، قبل أن يرحّلوا إلى بلدانهم في وقت لاحق.
وكان وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي قد أعلن، يوم الخميس الماضي، في جلسة مساءلة في البرلمان، أنّ السلطات الجزائرية رحّلت نحو 20 ألف مهاجر غير شرعي من دول النيجر وتشاد والسنغال وغينيا كانوا قد وصلوا إلى البلاد في السنوات الأخيرة ويقيمون فيها بطريقة غير شرعية.
وعمدت السلطات الجزائرية قبل أشهر إلى تجميع المهاجرين الأفارقة في مخيمات، خاصة في منطقة تمنراست، يشرف عليها الهلال الأحمر الجزائري (أقصى الجنوب الجزائري)، تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم.
وتعاني الجزائر في الأشهر الأخيرة من تزايد عمليات تسلل المهاجرين الأفارقة (16 جنسية)، أبرزهم من مالي والنيجر والسنغال وكوت ديفوار والتشاد وغينيا، وهو الأمر الذي دفع بالسلطات الجزائرية إلى تكثيف عمليات مراقبة الحدود للحؤول دون تسللهم.
تجدر الإشارة إلى أنّ المنطقة الحدودية بين الجزائر والدول الأفريقية الأخرى، لا سيما مالي والنيجر، تشهد نشاطاً لشبكات الاتجار بالبشر في مقابل أموال طائلة، قبل أن يغادر هؤلاء المهاجرون المدن الجزائرية الجنوبية في محاولة للوصول إلى مدن الشمال الساحلية والانطلاق منها في رحلات هجرة غير شرعية في قوارب الموت إلى سواحل أوروبا، لا سيما إسبانيا وإيطاليا.
وقد تسبّب تمركز المهاجرين الأفارقة في بعض المدن الجزائرية وإنشاؤهم أحياء عشوائية ونشاطهم في الممنوعات، كالمخدرات والدعارة والتزوير، في وقوع مواجهات مع السكّان المحليين. في شهر يونيو/ حزيران الماضي، اندلعت أعمال عنف بين سكّان محليين ومهاجرين أفارقة بعد اعتداءات للأخيرين في المدينة. كذلك، اندلعت اشتباكات مماثلة في شهر يوليو/ تموز الماضي أسفرت عن إصابة أكثر من 40 شخصاً بجروح.