شهدت صنعاء اليوم الأحد تطوراً هو الأول من نوعه منذ أقل من عام، تمثل باغتيال السياسي البارز، وأمين عام حزب "اتحاد القوى الشعبية"، والقيادي في تكتل أحزاب "اللقاء المشترك"، محمد عبد الملك المتوكل، وتصادفت عملية اغتياله مع ذكرى تعرضه لحادث مروري أصيب على إثره ونقل للعلاج عام 2011.
ووقع حادث الاغتيال عصر الأحد بواسطة مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليه من مسدس شخصي، وذكرت المعلومات الأولية أنه "كاتم للصوت"، بينما كان المتوكل ماراً في تقاطع شارع العدل مع شارع الزراعة وسط صنعاء ما أدى إلى مقتله.
ويعد المتوكل البالغ من العمر 72 عاماً، من الشخصيات السياسية الفاعلة في اليمن، إذ تولى الرئاسة الدورية لتكتل "أحزاب اللقاء المشترك"، من موقعه كأمين عام لحزب "اتحاد القوى الشعبية"، أحد مكونات التكتل الذي أسسته أحزاب المعارضة اليمنية في العام 2003، وضم أحزاباً إسلامية ويسارية.
وعُرف عن المتوكل، أنه من أبرز الأكاديميين في قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء، وله العديد من المؤلفات، وخلال السنوات الأخيرة خفف من نشاطه السياسي بسبب حالته الصحية.
ومن المثير للانتباه أن اغتيال المتوكل جاء بعد ثلاث سنوات من تعرضه لحادث مروري بواسطة دراجة نارية اصطدمت به في صنعاء، بتاريخ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2011، نُقل على إثره إلى الأردن للعلاج، ووصف المتوكل في حديث لاحق الدراجة النارية بأنها "موتور سياسي".
ويعتبر حزب "اتحاد القوى" من الأحزاب الصغيرة ويُحسب من التيارات السياسية المقربة من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، لكن المتوكل اشتهر كأكاديمي وسياسي معتدل في "اللقاء المشترك"، أكثر من كونه محسوباً على الحزب الذي ينتمي إليه.
ويُعد هذا الحادث هو الأخطر منذ اغتيال عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة "أنصار الله"، أحمد شرف الدين، في يناير/كانون الثاني، من العام الجاري، وأعلنت السلطات في وقت لاحق تصفية خلية إرهابية تابعة لـ "القاعدة" مسؤولة عن اغتياله.
وتعيش صنعاء تدهوراً أمنياً وسط انتشار كبير لمسلحي جماعة الحوثي وغياب لأجهزة الدولة منذ الـ 21 من سبتمبر/أيلول الماضي، ويخشى اليمنيون تصاعد أعمال العنف في ظل الانفلات الأمني المتصاعد.