يعدّ فندق شيراتون ذو الطابع الهرمي المميز من أقدم فنادق الفئة "خمسة نجوم" في العاصمة القطرية حيث يرتبط زوار الدوحة وضيوفها بذكريات جميلة عن أيام قضوها فيه، كما يرتبط تاريخ الفندق بكثير من الأحداث والمؤتمرات والقمم العربية والخليجية التي عقدت فيه.
إغلاق الفندق، الذي أنشئ عام 1982 والواقع على ضفة الخليج في قلب العاصمة القطرية، هيمن أخيراً على أحاديث الشارع القطري طوال الأيام الماضية، خصوصاً في أوساط الشباب المقبلين على الزواج الذين يعد "شيراتون الدوحة" المكان المفضل للاحتفال بأعراسهم التي تتزايد عادة في أشهر الربيع الذي بات على الأبواب لتوسطه المدينة ولموقعه الخلاب على كورنيش الدوحة.
ويتداول القطريون خبر إغلاق الفندق في وسائل التواصل الاجتماعي متسائلين عن الأسباب والبدائل، لاسيما هؤلاء الذين حجزوا فيه مسبقاً من أجل حفلات أعراسهم، حيث أكد أكثر من شخص أن إدارة الفندق قامت بالاتصال بهم لاسترداد مقدم الحجز.
ودفعت اعتراضات المواطنين القطريين على اغلاق الفندق الهيئة العامة للسياحة "وكتارا للضيافة" إلى نشر اعلان في الصحف القطرية مفاده "أن جميع حفلات الأعراس واللقاءات التي سبق حجزها في منتجع شيراتون الدوحة ستقام في مركز الدوحة للمعارض ابتداء من الرابع من شهر أبريل/ نيسان المقبل وحتى نهاية العام الجاري"، مؤكداً أن فريق الحفلات في الفندق سيقوم بالإشراف على جميع المناسبات التي ستقام في المكان الجديد.
لؤي أبو العافية من فندق شيراتون الدوحة قال لـ"العربي الجديد" إن الفندق لن يدخر وسعاً لجعل حفلات الأعراس التي ستقام في قاعات مركز قطر للمعارض تضاهي الحفلات التي كانت تقام في الفندق وبنفس طاقم الخدمة، مضيفاً أن الفندق سيقوم بتوفير قاعات في فنادق أخرى لأصحاب الحجوزات ممن لا يريدون إقامة حفلات أعراسهم في مركز الدوحة للمعارض.
ورفض أبو العافية إعطاء رقم دقيق عن عدد الحفلات التي سيتم نقلها إلى مركز الدوحة للمعارض طوال مدة اغلاق الفندق لكنه قال إنها "لا تقلّ عن مئة حفل".
إعادة تأهيل
وكانت "كتارا للضيافة" الجهة المشرفة على فندق ومنتجع شيراتون الدوحة، قد أعلنت عن خطة واسعة لإعادة تأهيل وترميم الفندق والمنتجع، موضحة أن قاعة "الدفنة" في الفندق ستواصل العمل واستضافة الأحداث المحجوزة مسبقاً حتى يوم الرابع من أبريل/ نيسان المقبل.
وبيّنت الشركة في بيان صحافي وصل "العربي الجديد" نسخة منه أن الأعمال تشمل إعادة تأهيل وترميم شاملة لجميع الغرف والمناطق العامة ومرافق الترفيه وقاعات المؤتمرات والاجتماعات، فضلاً عن تعزيز مرافق الطعام والشراب في الفندق.
وقال متحدث من الشركة: "يعد هذا القرار استراتيجياً لتعزيز أحد أكثر أماكن الضيافة شهرة في الدوحة. وستؤدي أعمال إعادة الترميم إلى تعزيز مكانة الفندق والمنتجع عند إعادة افتتاحه المتوقع لها شهر ديسمبر/ كانون أول 2014.
وأشارت "كتارا للضيافة" إلى أنه سيتم منح جميع ضيوف الفندق من نزلاء الغرف وضيوف مرافق الطعام والشراب والمؤتمرات والاجتماعات خيارات بديلة في فنادق الشركة الأخرى، وسيعمل قسم الحجز في الفندق على التواصل مع العملاء لمناقشة هذه الخيارات.
نصف مليار ريال للترميم
وكان حمد الملا الرئيس التنفيذي لشركة "كتارا للضيافة" أعلن في وقت سابق العام الماضي أن الشركة بصدد الإعلان عن مشروع طموح لتطوير وتحديث فندق ومنتجع شيراتون الدوحة وقاعة المؤتمرات التابعة له، باستثمارات تتراوح قيمتها بين 500 إلى 700 مليون ريال قطري بما يجعل من عملية تطوير الفندق أكبر عملية تطوير يشهدها قطاع الضيافة في البلاد.
ويضم فندق الشيراتون 371 غرفة تشمل مجموعةً مختارةً من 64 جناحاً فاخراً. كما يضم 26 قاعة مؤتمرات واجتماعات تستوعب 5000 شخص، ومركزاً صحياً وترفيهياً يحتوي على صالة جمنازيوم، كما توجد فيه ملاعب داخلية وخارجية متعددة الأغراض لممارسة ألعاب التنس والاسكواش والريشة، فضلا عن 9 مطاعم ومقاهٍ مختلفة تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات العربية والعالمية التي تضمن للنزلاء الاستمتاع بتناول أصناف متباينة من الطعام والشراب.
ويقع فندق ومنتجع شيراتون الدوحة ذو التصميم الهرمي على ضفاف خليج الدوحة المميز بشكله الهلالي ويبعد 15 دقيقة فقط بالسيارة عن مطار الدوحة الدولي، و10 دقائق عن مركز قطر للمعارض ويعد المكان المثالي لإقامة رجال الأعمال وللترفيه في مدينة الدوحة.
وسيفتقد أهل وضيوف الدوحة شيراتون الدوحة كمقصد سياحي شهير وعلامة مميزة للمدينة لا تخطئها العين، لكن بات مؤكداً أن يشهد الفندق أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي المفترض أن تعقد في الدوحة نهاية العام الجاري موعد الانتهاء من أعمال الصيانة في الفندق.