شهدت العاصمة العراقية بغداد ليل أمس السبت وفجر اليوم الأحد، اشتباكات عنيفة بين مليشيات مسلّحة في مناطق الكرادة والجادرية والصدر، أسفرت عن مقتل وإصابة 12 عنصراً، وذلك عقب اختطاف إحدى المليشيات زعيم "حزب الله" (كتائب مجاهدون) الشيخ عباس المحمداوي، ما استدعى تدخلاً من القوات الخاصة التابعة لمكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي لفض الاشتباكات.
وأوضح مسؤول أمني عراقي رفيع، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاشتباكات وقعت بسبب تنافس خمس مليشيات مسلّحة على اسم "حزب الله"، ما دفعها إلى السفر عدة مرات إلى لبنان، لمقابلة الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني السيد حسن نصر الله، وادّعت المليشيات الخمس أنّها حصلت على مباركة وترخيص منه، وضمن عبارة واحدة "اذهبوا على بركة الله فأنتم الغالبون".
وبحسب المسؤول، فإنّ ذلك أدى إلى وقوع المعارك، إذ اختطفت المليشيا المعروفة باسم "حزب الله" العراق أمين عام "حزب الله" (كتائب مجاهدون)، الشيخ عباس المحمداوي، لانتحاله صفة الحزب، ما أدى إلى حرب شوارع حقيقية".
كما أشار إلى أنّ" العبادي دعا جميع المليشيات إلى إخلاء أحياء بغداد وأسواقها، والتوجّه لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو مواجهة القوات الأمنية والقانون".
وفي هذا السياق، صدر بيان عن "حزب الله" فرع العراق، وهي أقدم مليشيا مسلّحة تتبنّى هذا الاسم بالبلاد، وترفع أعلاماً وصوراً للسيد حسن نصر الله في مقرّاتها الرسمية، لافتاً إلى أنّ "مليشيا ما تعرف زوراً بحزب الله (المجاهدون) التي يتزعمها المحمداوي، لا تمت لـ"حزب الله" بأي صلة".
وأضاف البيان "أنّ من يسمون بـ "حزب الله" الجند المكين، وحزب الله الغالبون، وحزب الله الثائرون، وحزب الله المختار، وحزب الله الفتح المبين، وغيرهم ممن سمّوا أنفسهم باسم حزب الله، هم ليسوا من حزب الله، ونجهل حتى أسماء وسِيَر القائمين عليها".
هذا ولا يزال مصير زعيم المليشيا المختطف مجهولاً حتى الساعة، في حين تُوجّه أصابع الاتهام إلى مليشيا عصائب أهل الحق المتطرفة، باختطاف المحمداوي على خلفية اتّهامه لهم بسرقة أموال وممتلكات العراقيين السنّة في المناطق التي يدخلون إليها".