اقتصاديون: المواطن لن يصبر نصف قرن على السيسي

 


قال خبراء اقتصاد ومسؤولون في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن المواطن المصري لن يصبر على السيسي ما يقرب من نصف قرن، وذلك في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وتأتي تصريحات الخبراء، بعد أن قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت الماضي، في افتتاح منتدى أفريقيا 2016 بمدينة شرم الشيخ، إن بلاده وأفريقيا ستحقق التنمية الشاملة عام 2063.

وبحسب عدد من الخبراء والمسؤولين، فإن: "خطة التنمية التي أعلن عنها السيسي غير واضحة المعالم، فضلا عن طول مدتها التي تحتاج إلى نحو 47 عاما، أي نحو 10 فترات رئاسية.

وقال الخبير الاقتصادي، عبد الخالق فاروق، إن: "هذه التصريحات غير واقعية ولا يقبلها عقل أحد"، متسائلاً عن كيفية صبر المواطن المصري عن السيسي لمدة تزيد على 40 عاماً ليرى ثمار التنمية، في ظل معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار والأزمات المعيشية المتفاقمة.

وأضاف: "السيسي رغم طول الفترة التي أعلن عنها، إلا أنه لم يتحدث كيف سيحقق تلك التنمية، وهل سيستمر في الحكم حتى يحققها، وهل سيضمن في حالة تركه الحكم أن الرئيس المقبل سيسير على نفس منهجه".

وتابع: "الخطط التي تعتمدها المؤسسات الخاصة أو الحكومة تكون خططا خمسية أي على مدار خمس سنوات، ويبدأ المواطن بالشعور بالتحسن مع السنة الأولى وفي نهاية المدة يكون قد تحقق كل ما أدرج في الخطة".

وذكر أن: "أسباب تدهور الوضع الاقتصادي في مصر حاليا، هي أسباب معظمها سياسية وليست اقتصادية.. كل المشاكل الاقتصادية سواء تدهور السياحة أو تراجع الاستثمار والإنتاج ونقص الاحتياطي النقدي وتدهور سعر صرف الجنيه، كلها نتاج أمور غير اقتصادية، ويمكن حلها سريعا".

وأظهر تقرير صدر مؤخراً لمعهد أبحاث أميركي أن ركود الاقتصاد المصري سوف يستمر في عهد عبدالفتاح السيسي عام 2016، مشدداً على أن اقتصاد مصر في عهد السيسي لا يدعو إلى الفخر.

إلى ذلك قال عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات السابق، عبد الرحمن الجباس، إن: "هذه التصريحات غير منطقية وغير معقولة"، متسائلا في الوقت نفسه عن كيفية صبر المواطن والمستثمر لمدة 47 عاما لتحقيق التنمية؟

اقرأ أيضاً: السيسي: سنحقق تنمية شاملة عام 2063

وتابع: "نعرف أن خطط التنمية تكون خمسية أو عشرية على أقصى تقدير.. لكن 47 عاما هذا كلام غير منطقي نهائياً".

وأشار الجباس إلى أنه "حتى لو سلمنا جدلا بمنطقيته، فإن الخطة غير واضحة المعالم، ولا أحد يعرف كيف ستطبق وما هي آليات التطبيق؟.. هناك عشرات الأسئلة تحتاج إلى إجابة بهذا الشأن.

من جهته قال مصدر مسؤول في اتحاد الصناعات المصرية، فضل عدم ذكر اسمه، إن: "المؤسسات الرسمية للدولة كلما تتحدث ترفع من السخط الشعبي عليها وتقلق المستثمرين.. الخطة التي أعلن عنها السيسي غير معلومة".

وأضاف: "المشاريع القومية التي سبق وأعلنت عنها الدولة سواء التي نفذتها أو التي قيد التنفيذ كلها مشروعات فاشلة.. مشروع قناة السويس الجديد الذي تتشدق به الحكومة لم يضف للبلاد دولار واحدا حتى الآن، رغم ما تم صرفه على المشروع من أموال كثيرة".

ولفت في ذات السياق إلى أن "مشروع المليون ونصف المليون فدان أيضا سيكون مصيره مثل مصير العاصمة الإدارية الجديدة، وسيهدر أموالاً طائلة ولن يعود على البلاد بشيء، خاصة بعد بناء سد النهضة الإثيوبي".

وأشعلت تصريحات السيسي، مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات الساخرة من ناشطين مصريين، حيث سخروا من خطة التنمية التي أعلن عنها السيسي عام 2063، لافتين إلى أنها تصريحات وهمية، بحسب قولهم.

وتساءل أحد الناشطين في موقع "تويتر"، معلقاً على الأمر: "أنتم شيلتو مرسي ليه
عشان معملش تنميه في أول 100 يوم صح.. وجبتوا السيسي ليه عشان هيحقق التنمية بعد 46 سنة".

من جهته قال خالد أحمد، أحد الناشطين في موقع "تويتر": "هكذا هم الفراعين لا يظنون أنهم سيموتون".





اقرأ أيضاً:
حكومة مصر تعتزم رفع سعر الدولار إلى 8.25 جنيهات
بلتون يتوقع اتجاه الحكومة المصرية لتقشف مالي مؤلم