إذا كنت تملك ألفَي دولار أميركي، فأنت قادر على معرفة مستقبلك الصحيّ، من خلال فحص دم يكشف لك أسرار خريطتك الجينيّة. بذلك، تستطيع أن توجّه ضربة استباقيّة لأمراض محتملة، قبل أن تستهدفك هي
غالباً ما نتخوّف من الإصابة بأمراض في المستقبل، خصوصاً إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من أحدها، لا سيّما تلك الخبيثة أو تلك التي قد تشلّ قدراتنا الإدراكيّة والمعرفيّة. وكما يسعى كثيرون منا إلى معرفة مستقبلهم من خلال اللجوء إلى عالم الغيب مثلاً، كذلك قد نهتمّ بمعرفة ما تخبئه لنا الأيام من مشكلات صحيّة. الخريطة الجينيّة تتيح لنا ذلك، اليوم.
توضح الاختصاصية في تشخيص أمراض الدم، الدكتورة ميرنا جرمانوس، لـ "العربي الجديد" أنه "وبفعل تقدّم الطب التشخيصي، سوف يكون لكلّ مريض ملفّ مشفّر. لكننا قد نواجه سلسلة من التداعيات القانونية والمحاذير الطبية. وهذا الملف الدقيق، إلى جانب مساهمته في عملية الشرح الجيني ومعرفة ما يقدمه علم الجينات لتشخيص المرض مسبقاً، يتيح أيضاً اختيار الدواء والعلاج وفق جينات الشخص المعنيّ".
تضيف أن "لكل شخص حقلاً خصباً للأمراض. وانطلاقاً من الخارطة الجينية، نستطيع تقييم احتمال حدوث الداء واستعداد شخص ما أكثر من غيره للإصابة به. بذلك يسهل علينا توزيع الأشخاص في فئات، وفق ثلاثة مليارات رمز جيني. وهذا ما يعني أن بإمكان أي شخص من الآن فصاعداً، أن يحصل على قائمة بالأمراض الجينية التي قد يصاب بها. على سبيل المثال، معرفة إن كان من الممكن أن يدمن المرء التدخين، بالتالي منعه عن ذلك".
وتتابع جرمانوس أن "فحص دم بسيط أو تحليل عيّنة من خلايا الفم، يتيح لنا اكتشاف الخلل الجيني وفق نظام معلوماتي متطور جداً. فنطّلع على كمية هائلة من البيانات المرتبطة بعضها ببعض بحسب تفاعلات مختلفة مع الجزئيات. وبذلك نبلغ النتيجة المرجوّة مثل اكتشاف أمراض عديدة كتخثّر الدم وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط العين وسرطان القولون وسرطان الثدي والسكري والألزهايمر وزيادة الوزن، بالإضافة إلى مدى تفاعل الفرد مع الأدوية".
وتلفت إلى أن "الأهم في هذه المسألة هو أنه بمجرّد اكتشاف المرض مسبقاً من خلال الفحص الجيني، فإن المريض قد يوضع في موقف محرج مع شركات التأمين، التي من المحتمل أن تتهرّب من التغطية الصحية في حال اكتشفت أن المريض قد يصاب بعد سنوات بمرض معيّن. لهذا، فإن الطب التشخيصي بقدر أهميّته في تطوير الأبحاث العلمية بهدف الحدّ من تزايد الأمراض، قد يتسبّب بمشكلات للمريض مع المؤسسات الصحيّة الضامنة".
من جهة أخرى، يشير الاختصاصي في الطب الجيني، الدكتور أندريه مكاربني، إلى "اكتشاف 560 مرضاً جينياً من بينها السرطان وتشوّهات القلب الخلقية. وأخيراً يأتي التركيز على اكتشاف مرض الألزهايمر، وإن كان لا يفيد القول للمرء إنه سوف يصاب به بعد 20 عاماً". ويوضح مكاربني لـ "العربي الجديد" أن "كلفة هذا الفحص الطبي المخبري الجيني هي ألفَا دولار أميركي وما فوق. أما آليته فتقضي بسحب عيّنة من الدم في المختبر وإرسالها إلى آخر في خارج لبنان للكشف عليها. بالتالي تحدّد الخارطة الجينية للشخص المريض، وفي ضوئها يعالج مسبقاً".
ويستغرب مكاربني توقّف شركات التأمين عن تغطية مريض ما في حال اكتشف المرض لديه مسبقاً، ويقول: "بالعكس يجب على شركات التأمين التعاون في هذا المضمار، لأنه بمجرّد اكتشاف المرض مسبقاً، يمكن معالجة المريض في الحال وبالتالي التخفيف من الأعباء الصحية عن كاهل الجهتَين".
أما نقيب المختبرات الطبية الدكتور كريستيان حداد، فيرى أن المشكلة تكمن في كلفة الفحص المخبري للخريطة الجينية التي تتخطّى ألفَي دولار أميركي. ويقول لـ "العربي الجديد" إن "اللجوء إلى الفحص الجيني المسبق، مهم للغاية. أولاً لأن المرء بات يعرف ما سوف يصيبه بعد 20 عاماً، وثانياً لأن ذلك من شأنه أن يسمح باتخاذ إجراءات مسبقة للحدّ من تلك الإصابة. على سبيل المثال، في حال اكتشف أنه سوف يصاب بالألزهايمر بعد 20 عاماً، عندها يوجّهه طبيبه ويتّخذ الإجراءات الضرورية في محاولة للحؤول دون ذلك أو أقلّه التخفيف من حدّته، وذلك من خلال حمية خاصة" كالنظام الغذائي المتوسطي والغنيّ بأحماض الأوميغا 3، بالإضافة إلى مراقبة ارتفاع ضغط الدم والمثابرة على النشاط وغير ذلك. يضيف أن "الأمر هو نفسه في حال تبيّن أن المرء سوف يُصاب بالسرطان بعد 10 أعوام. هنا يلجأ طبيبه المختص إلى محاولة الحدّ من تفاقم المرض".
لكن حداد يلفت إلى أن "هذا الإنجاز الطبي مع أهميته، قد يتسبب بأزمة نفسية لدى المريض. في حال عرف أنه سوف يصاب بمرض في المستقبل، عندها سوف يعيش مرحلة قلق مستمر بالإضافة إلى المخاوف من رفض شركات التأمين تغطية تكاليف علاجه".
إقرأ أيضاً: جدل العلاج الجيني للسرطان.. مستمر
غالباً ما نتخوّف من الإصابة بأمراض في المستقبل، خصوصاً إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من أحدها، لا سيّما تلك الخبيثة أو تلك التي قد تشلّ قدراتنا الإدراكيّة والمعرفيّة. وكما يسعى كثيرون منا إلى معرفة مستقبلهم من خلال اللجوء إلى عالم الغيب مثلاً، كذلك قد نهتمّ بمعرفة ما تخبئه لنا الأيام من مشكلات صحيّة. الخريطة الجينيّة تتيح لنا ذلك، اليوم.
توضح الاختصاصية في تشخيص أمراض الدم، الدكتورة ميرنا جرمانوس، لـ "العربي الجديد" أنه "وبفعل تقدّم الطب التشخيصي، سوف يكون لكلّ مريض ملفّ مشفّر. لكننا قد نواجه سلسلة من التداعيات القانونية والمحاذير الطبية. وهذا الملف الدقيق، إلى جانب مساهمته في عملية الشرح الجيني ومعرفة ما يقدمه علم الجينات لتشخيص المرض مسبقاً، يتيح أيضاً اختيار الدواء والعلاج وفق جينات الشخص المعنيّ".
تضيف أن "لكل شخص حقلاً خصباً للأمراض. وانطلاقاً من الخارطة الجينية، نستطيع تقييم احتمال حدوث الداء واستعداد شخص ما أكثر من غيره للإصابة به. بذلك يسهل علينا توزيع الأشخاص في فئات، وفق ثلاثة مليارات رمز جيني. وهذا ما يعني أن بإمكان أي شخص من الآن فصاعداً، أن يحصل على قائمة بالأمراض الجينية التي قد يصاب بها. على سبيل المثال، معرفة إن كان من الممكن أن يدمن المرء التدخين، بالتالي منعه عن ذلك".
وتتابع جرمانوس أن "فحص دم بسيط أو تحليل عيّنة من خلايا الفم، يتيح لنا اكتشاف الخلل الجيني وفق نظام معلوماتي متطور جداً. فنطّلع على كمية هائلة من البيانات المرتبطة بعضها ببعض بحسب تفاعلات مختلفة مع الجزئيات. وبذلك نبلغ النتيجة المرجوّة مثل اكتشاف أمراض عديدة كتخثّر الدم وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط العين وسرطان القولون وسرطان الثدي والسكري والألزهايمر وزيادة الوزن، بالإضافة إلى مدى تفاعل الفرد مع الأدوية".
وتلفت إلى أن "الأهم في هذه المسألة هو أنه بمجرّد اكتشاف المرض مسبقاً من خلال الفحص الجيني، فإن المريض قد يوضع في موقف محرج مع شركات التأمين، التي من المحتمل أن تتهرّب من التغطية الصحية في حال اكتشفت أن المريض قد يصاب بعد سنوات بمرض معيّن. لهذا، فإن الطب التشخيصي بقدر أهميّته في تطوير الأبحاث العلمية بهدف الحدّ من تزايد الأمراض، قد يتسبّب بمشكلات للمريض مع المؤسسات الصحيّة الضامنة".
من جهة أخرى، يشير الاختصاصي في الطب الجيني، الدكتور أندريه مكاربني، إلى "اكتشاف 560 مرضاً جينياً من بينها السرطان وتشوّهات القلب الخلقية. وأخيراً يأتي التركيز على اكتشاف مرض الألزهايمر، وإن كان لا يفيد القول للمرء إنه سوف يصاب به بعد 20 عاماً". ويوضح مكاربني لـ "العربي الجديد" أن "كلفة هذا الفحص الطبي المخبري الجيني هي ألفَا دولار أميركي وما فوق. أما آليته فتقضي بسحب عيّنة من الدم في المختبر وإرسالها إلى آخر في خارج لبنان للكشف عليها. بالتالي تحدّد الخارطة الجينية للشخص المريض، وفي ضوئها يعالج مسبقاً".
ويستغرب مكاربني توقّف شركات التأمين عن تغطية مريض ما في حال اكتشف المرض لديه مسبقاً، ويقول: "بالعكس يجب على شركات التأمين التعاون في هذا المضمار، لأنه بمجرّد اكتشاف المرض مسبقاً، يمكن معالجة المريض في الحال وبالتالي التخفيف من الأعباء الصحية عن كاهل الجهتَين".
أما نقيب المختبرات الطبية الدكتور كريستيان حداد، فيرى أن المشكلة تكمن في كلفة الفحص المخبري للخريطة الجينية التي تتخطّى ألفَي دولار أميركي. ويقول لـ "العربي الجديد" إن "اللجوء إلى الفحص الجيني المسبق، مهم للغاية. أولاً لأن المرء بات يعرف ما سوف يصيبه بعد 20 عاماً، وثانياً لأن ذلك من شأنه أن يسمح باتخاذ إجراءات مسبقة للحدّ من تلك الإصابة. على سبيل المثال، في حال اكتشف أنه سوف يصاب بالألزهايمر بعد 20 عاماً، عندها يوجّهه طبيبه ويتّخذ الإجراءات الضرورية في محاولة للحؤول دون ذلك أو أقلّه التخفيف من حدّته، وذلك من خلال حمية خاصة" كالنظام الغذائي المتوسطي والغنيّ بأحماض الأوميغا 3، بالإضافة إلى مراقبة ارتفاع ضغط الدم والمثابرة على النشاط وغير ذلك. يضيف أن "الأمر هو نفسه في حال تبيّن أن المرء سوف يُصاب بالسرطان بعد 10 أعوام. هنا يلجأ طبيبه المختص إلى محاولة الحدّ من تفاقم المرض".
لكن حداد يلفت إلى أن "هذا الإنجاز الطبي مع أهميته، قد يتسبب بأزمة نفسية لدى المريض. في حال عرف أنه سوف يصاب بمرض في المستقبل، عندها سوف يعيش مرحلة قلق مستمر بالإضافة إلى المخاوف من رفض شركات التأمين تغطية تكاليف علاجه".
إقرأ أيضاً: جدل العلاج الجيني للسرطان.. مستمر