يحترف الستيني المصري عزت عثمان إبراهيم صناعة السجاد اليدوي منذ أربعين عاماً، وينافس الكثيرين في تقديم تصاميم مختلفة للسوقَين المصرية والخارجية.
مراسل "العربي الجديد" التقى عزت في ورشته في منطقة الخلفاوي بالقاهرة، ليتحدث عن بعض التحديات التي تواجهها هذه الحرفة، ومدى تأثرها بالآلة التي قد تكون سحبت البساط من تحت أقدام هذه الحرفة.
يشير الرجل الستيني، إلى أنه ورث المهنة عن والده، وحرص على تعلمها منذ الصغر لسهولتها، لتكون مصدراً للرزق بخاصة بعد إحالته إلى التقاعد.
يقول عزت، إنه استطاع رسم عدة لوحات على السجاد، فاق جمالها اللوحات الورقية، حيث يشعر صاحبه بالخصوصية، ويختار اللوحة الفنية التي يريدها أو تصاميم أخرى طلبت منه بشكل محدد ويخرجها على هيئة خيوط صوف أصلية لتظهر في النهاية بصورة جيدة.
ويواصل عزت حديثه، أنه حرص على عدم ترك المهنة بل وتعليمها لأولاده والشباب الباحثين عن العمل لإنتاج أعمال مميزة، وتسويق منتجاتهم إلى الزبائن التي يتعامل معها، وكذلك شارك في معارض في بعض الأماكن التي يتوافد إليها السياح الحريصون على شراء السجاد اليدوي لأنه الأفضل بالنسبة إليهم.
ويعتبر أهم أنواع السجاد في مصر "القشقاي" و"الشيرازي" المصنوع من الصوف، وقد يدخل الحرير مع الصوف في تصنيع السجادة الواحدة، كما يدخل السجاد المصنوع من الحرير أيضا مع الصوف. ويدخل الصوف مع القطن لإنتاج السجاد العادي، كما يوجد نوع آخر من السجاد وهو "الأوبيسون" والذي يستخدم في صناعة سجاد الأرضيات والبروتريهات التي تستخدم في تزين الجدران، إضافة إلى نوع آخر يسمى "الجبلان المصري".
وتتطلب صناعة السجاد وفقاً لعزت الدقة، والبراعة، والتركيز الدائم، لأن أي خطأ قد يؤدي إلى إهدار الكثير من الوقت، بل ويتسبب بفك العقد. فإذا كان عمل العقدة الواحدة التي تبلغ مساحتها سنتيمتراً، يستغرق يوماً كاملاً، عندها لا يوجد احتمال للخطأ، موضحاً أن قيمة السجادة تكون في تصميمها وعدد عقدها.
ويشكو عزت من عدم اهتمام الدولة بمشاكل الحرفيين، فضلا عن ضعف العائد المادي وقلة التسويق، إضافة إلى أن الأرباح أصبحت تعود إلى التجار الذين يشترون القطع المصنعة يدويا بأقل الأثمان، ما تسبب بهروب العمالة والأسر التي كانت تعمل بها إلى صناعات أخرى تدر لهم دخلاً أكبر.